تعقيبا على مانشره احد الاصدقاء الافاضل لهذا التوصيف لظاهرة سيئة وهي واسعة الانتشار بقوله ؛- (التملق لاهل المناصب ينافي المروءة والاخلاق الاسلامية) ، فقد عقبت على ذلك بالاتي : لم تشهد الانظمه التي تعاقبت على حكم العراق منذ الاستقلال والى يوم الحاضر ظاهرة التملق والتذلل والخنوع لمسؤولي الدولة بهذا الحجم وبهذة الاساليب والطرق الاستجدائية العجيبة مثلما رايناه ونراه الان ،، ان كان في النظام السابق او النظام الحالي (حكومات التعرب وجاهلية العصر ) ، ان كان فيما يتعلق بهؤلاء الراكضين والخانعين والواقفين على اعتاب هؤلاء الحكام وارباب السلطة ،، او فيما يتعلق بهؤلاء المسؤولين الذين تسلطوا على رقاب الناس ،،، ؟! ماذا نتوقع من افراد هم كانوا اساسا لاشيئ سوى انهم يحملون عقد الدونية والنقص والعوز وغيرها من امراض المجتمع واذا بهم فجاة اصبحوا في مناصب مهمه في الدولة او القيادة ! ان من المؤكد ان هؤلاء سيسمحون ويتشوقون بطريقة او باخرى لمثل هذه الممارسات (تصفيق ورقص وترديد الاهازيج) اعتقادا منهم ان ذلك سيعزز من مكانتهم الوظيفية والمجتمعية ويغطي على النقص الذي كانوا يلازمهم في فترات مهمه من حياتهم ،، اما العوام من الناس وجوقة المنتفعين ووعاظ السلاطين ومن على شاكلتهم وهم كثيرون ،، فهؤلاء معظمهم ايضا قد اعتادوا على اطاعة الحاكم والمسؤول والتذلل له وبشكل اعمى وحتى لابسط موظف في الدولة واصبح هذا التوجه وهذا السلوك للحد الذي ترسخ في عقلهم الباطن على المستوى الفردي او الجمعي ، فهم تراهم ينعقون مع كل ناعق ويهتفون لكل فاسق وفاجر في كل زمان وأوان ، وهم في الحقيقة كانوا سببا مهما في انحراف وجبروت هؤلاء الظلمة الطغاة وجعلهم يتمادون في غيهم وجبروتهم ،، قال تعالى حكاية عن الطاغية فرعون وقومه : – (( فاستخف قومه فاطاعوه انهم كانوا قوما فاسقين (54) فلما اسفوتا انتقمنا منهم فاغرقناهم اجمعين (55) فجعلناهم سلفا ومثلا للاخريين (56) )) (سورة الزخرف) ،، وهذا حال العراقيين في ايامنا هذة حيث ابتلاهم الله بالموت البطيئ ،، ان هؤلاء يقدسون العادات والتقاليد الموروثة او المستحدثة والتي هي اقرب الى الجاهلية الجهلاء وتقاطعها الحاد مع اصول الشريعة وما جاء به الاسلام ،، ويدعون في نفس الوقت انهم من اهل الدين والايمان !! قال تعالى في الاية (14) من سورة الحجرات (( قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم)) ،، ان الشيء الغريب الذي هو في الواقع يمثل صوره من صور الازدواجية العجيبة في هذا المجتمع ان كثير من هؤلاء يدعون بانهم ينتمون الى ويتبعون مدرسة ال البيت (عليهم السلام) التي عرفت بمواقفها المبدئية وصلابة رموزها العظام تجاه الحكومات الفاسدة وحكامها من الطواغيت والمنحرفين وابتعادهم عن كل ماله صلة بالحكام الظلمة وانظمة الجور ،، قال تعالى في الاية (113) من سورة هود ((ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار ومالكم من دون الله من اولياء ثم لا تنصرون)) .