هل حاول اتحاد كتاب المغرب الذي تأسس في الستينيات أن يغير من أدواره…؟ الآن، وغدا، اتحاد كتاب المغرب صار ملزما ليلعب أدواره في الدبلوماسية الثقافية، عربيا ، إفريقيا ودوليا ليخرج من نفق الانغلاق ويكون مؤثرا بثقله الثقافي.
لقد عبرت مياه كثيرة تحت الجسر على مدى ستة عقود، وكان النهر منسكبا ولكي يستمر كان لابد من منعرجات وتجاذبات بين مد وجزر وشعارات وبيانات للتنديد والاحتجاج والاستنكار.
لا أعتقد أن الأدوار بقيت نفسها اليوم تمارس.. اليوم حدث تغيير في العالم الذي يتوجه إلى السرعة القصوى والصناعة الثقافية الرقمية والنشر الرقمي، وأيضا في تبادل المعلومة والأفكار… والمغرب اليوم يعيش بدوره كباقي بلدان العالم تحولات اقتصادية واجتماعية وسياسية ودبلوماسية متطورة .
وأثمن في هذا الصدد، الأفكار التي وردت في الكلمات التي قدمها الناقد والباحث د. عبدالرحمن طنكول، الذي أعتبره مهندسا للمرحلة الثقافية الراهنة حين وضع يديه في تشخيص واقعنا الثقافي المغربي، حينما تطرق إلى التحولات الكبرى في المغرب والتي أكد أنه لن تتم هذه التحولات دون الاستناد على الفعل الثقافي.. لذا فالاتحاد مطالب بترسيخ الوطن في حدوده الجغرافية والثقافية أخذا بعين الاعتبار التحولات .. ثم المساهمة في «ابتكار المستقبل» وبناء اقتصاد المعرفة لتقديم مفهوم جديد لاتحاد كتاب المغرب يجعل منه قوة ضاربة في المجتمع.”
واتحاد كتاب المغرب وهو يتوجه نحو المستقبل .. لابد أن يضع في حسبانه أن هناك أجيال جديدة رقمية تراهن على الذكاء الاصطناعي، والكلتاب المسموع.. وتتعامل مع البرمجيات ومحتويات الصورة والمنصات الرقمية بشكل مبهر، سواء في الإنتاج أو الاستهلاك، بالرغم من اوحأن ذاكرة هذه الأجيال الجديدة معرضة لأعطاب المحو، والاختراق، لأنها في حاجة ماسة إلى مرجعية ثقافية وسياسية، تؤطرها بروح الوطنية، ومواصلة ما بناه الأولون لتوثيق منجزها، الذي نعتقد أنه في غاية الانبهار لكنه بقدر ما نجد له تأثيرا بليغا على عموم الثقافة التي في حاجة إلى تحصين.
طريقة اشتغال اتحاد كتاب المغرب .. في تدبير شؤونه اليوم تحتاج اليوم أكثر من وقت مضى إلى الانخراط بشكل كبير في الصناعة الثقافية ..
ولهذا فالسؤال : أي مهام ينبغي أن يضطلع بها اتحاد كتاب المغرب في ظل السرعة الرقمية، التي يعرفها العالم ..
وهل فعلا اتحاد كتاب المغرب هو منظمة مؤثرة بالمغرب بمحيطها القاري والبحري والبري والجوي .. لا أعتقد ذلك. كل ما يحتاجه اتحاد كتاب المغرب هو أن يكون عمليا في تنفيذ مشاريعه …نحو المستقبل الرقمي في تدبير الشأن الثقافي ليكون مؤثرا عربيا ودوليا .. فالأدباء والكتاب في حاجة إلى اتحاد كتاب المغرب فهو صوتهم ومنصتهم للترافع عن قضايا مغربية ودولية سيما أن المغرب أرض النبوغ صار اليوم مهدد من دول الجوار التي تحاول زعزعة استقرار أمنه لكن في كل مرة تبوء بالفشل.
عبدالحق بن رحمون