أَوْصَيْتُ أَصْدِقَائِي
إنْ صَادَفَ انْفِجَار وَانْتَهَت حَيَاتِي
وَيَفْنَى مِنْ هَذَا الْعَالَم بَقَائِي
اوصيتهم :
أَنْ يَأْخُذُوا حِذائِي
ويكتبون عَنْه قصةً
كَيْف اقْتَرَضْت مالاً واشتريته
لَعَلَّه يُثِير أَصْحَاب النُّفُوذ والميسورين
اوصيتهم أَن يلتقطوا لَه صوراً عِدَّة
وينتجون عَنْه فيلماً سينمائياً
ليعرفَ الْعَالم إنِّي هَا هُنَا اُسْتُشْهِدَت
اوصيتهم . . .
أنْ صَوِّرُوا قَمِيصِي وبقع الدَّم
وَلَا يَفُوتُهُم المنشورات الرنانة
عَلَى مَوَاقِعِ التَّوَاصُل الاجْتِمَاعِيّ
اوصيتهم :
أَنْ يَصْنَعُوا مِن محنتي قَضِيَّة
وَأَنْ تَكُونَ أَكْثَرَ مِنْ بَاقِي الشُّهَدَاء
اوصيتهم . . .
أَن يستخدموا كُلُّ مَا يُثِير الْحُزْن
لَعَلّ أَحَدُهُم يَتَأَثَّر ويعيل مَنْ يَبْقَى بَعْدِي
اوصيتهم:
ان ينصبون مأتماً تَحْضُرْه بَعْض الفضائيات
فَمَن يَرْحَل بِدُون فضائيات
لَا منشورات
سيدفن بِهُدُوء
وَيَتْرُكُ بَعْدَه عَصَبَةٌ تنوء بآلامها وَهُمُومِهَا
لِأَنَّهُ لَمْ يُنْتِجْ فيلماً
يَحْكِي قِصَّة رَحِيلِه
ولَم يَكْتُب لَهُ سِينارِيو
يَضْمَن حُقُوق عائِلَتِه
سيترك عَلَى الْمُغْتَسلِ مَع أَرْبَعَةٍ مِنْ مُحِبِّيه
وَيَحْمِلُه بعضَ الْحَمَّالِين إلَى وَادِي السَّلَام
وَيُدْفَن بِهُدُوء يَزِيد الْمَقَابِر وحشةً
لِأَنَّه بِاخْتِصَار
لَمْ يَتْرُك وَصِيَّةٌ
فَلَا يَثْارَ أَمَرَه وَيُصْبِح قَضِيَّة . . .