الشاعر احمد قشقارة

شاعر سوري

 

 

أبو سمير القرباطي

الذي كان يحمل عوده ويتسكع في حديقة البطرني

يجالس السكارى المشردين

ويعزف لهم ع العين موليتين ع العين موليّا

مقابل شفة عرق أو سيخ كباب..

حين كان والدي يراني مهملا دروسي

أتعلم العزف على العود كان يحذرني قائلا:

والله يا إبني إذا بدك تضل هيك

رح تكون نهايتك متل أبو سمير القرباطي..

 

 

 

طوني اللبناني الذي هجّرته الحربُ الأهلية

فصنع من البيسكليت ما يشبه البيت المليء بكل كراكيب المشردين

كان يجرّه في شوارع اللاذقية,

كمن يجرّ وطنا كاملا وراءه, وهو يرطن بالفرنسية والإنجليزية..

أشاعوا عنه أنه جاسوس ثم اختفى…

كم طوني سوري الآن في أصقاع الأرض !

 

 

 

أبو فريد ذو الساق المقطوعة بائع العصير في شارع هنانو

ذاك المتيَم الولهان بفريد الأطرش

كان صوته دائما يصدح بأغاني فريد..

وحين مات فريد الأطرش

أصرَ على الذهاب إلى بيروت للمشاركة في جنازته وفاءً له..

لم يعد للعصير طعمٌ بعدك يا أبو فريد…

 

 

 

محمد علي حداد الذي علق صورته في صدر الدكان مع محمد عبد الوهاب..

لا يوجد بيت في اللاذقية ليس فيه شريط كاسيت سوني

تسمع في بدايته اللوغو الشهير الذي حفظناه عن ظهر قلب:

سُجلتْ على أحدث الأجهزة استيريو في استوديوهات محمد علي حداد

اللاذقية شارع القوتلي..

أنا مازلت أعيش في زمن الكاسيت ولن أتخلى عنه..

 

 

 

رباب المصرية بائعة المناديل في ساحة الشيخضاهر

التي كان وزنها 200 كيلو

كان حلمها أن تحظى بعريس يخلصها من حياة الشارع..

بعد صدمة عاطفية سمعتها تقول لصاحبي بصوت حزين وقلب مكسور:

شُفت اللي حصل لي يا أستاذ محمد؟!

أتجوز واتطلق في يوم واحد !!

أين كان تشيخوف؟

 

 

 

هيام…!!

هيام التي نسجوا عنها مئات القصص والأساطير…

هيام ذات اللسان السليط والقلب الأكثر نقاء من أنجلينا جولي..

رأيتها ذات مساء تقفُ على زاوية الشارع

ترتدي جاكيت أحمر وقد طلت وجهها بكثير من المساحيق الحمراء

وتحمل في يدها باقة ورد أحمر بمناسبة الفالانتاين..

ماتت هيام..

ومازل الفالانتاين في بلادي

يزداد احمرارا كشلال الدماء..

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *