قال نجيب محفوظ؛ آفة حارتنا النسيان، وقد صدق في تشخيصه الاجتماعي و سبك ذلك في جملته الادبية.

طبعا هو يواري بالحارة عن المجتمع، فمعروفة ظروف تحيط بالكتابة بمثل حقبته.

ومن سبعة انواع من النسيان بحسب التحليل النفسي، فأن ثلاثة منها على الاقل واضحة في مجتمعنا.

ومهما يكن من ايجابيات محدودة للنسيان من غربلة و طرح لغير المهم- ليس الكل قادرون على الغربلة- و تجاوز لما كان مؤلما، فأن الاغلب في النسيان وبخاصة ذلك الذي يرتد سلبا على الجماعة و الفرد جراء تجدد الخطأ في ترجمة بنود عقد يحكم الحاكم و المحكوم او الذي يحكم علاقات الافراد فيما بينهم، انه اي النسيان يرتقي ليكون عيبا وعيبا شائعا ايضا، و تقليدا متوارثا يعول على الكسب منه نفر يتسلط و يثري، يتسلط بلا وجه حق، ويثري -كما يقال- فيأكل ما يجد و يطلب ما لا يجد، وفوق هذا كله و معه، فهذا النفر يعيد علينا نسخته الخاصة من تاريخ ختامه الخسارات.

كنت قد كتبت سابقا: هناك من يتحكم بالذاكرة داخل مجتمعات بعينها، فيبث لها ما تريد هو ان تتذكره، و يشغلها عن التذكر متى وجد في الامر ضررا لمصلحته.

اليست مفارقة ان تكون شعوبنا صاحبة رقم مرتفع من الوثبات و الانتفاضات وشريكة في تأييد ثورات و انقلابات او شريكة في ضرب ثورات، لكن جزء مجتمعيا كبيرا منها يسارع لتلبية تناسي دوافعه الحماسية للثورة.

التحليل النفسي يفصل كثيرا في ملف النسيان، فيشخص ان منه النسيان التحيزي والايحائي و نسيان مابعد الصدمة، و يذهب للكلام في مسبباته، لكنه مثله مثل اي علم، تجريدي في طرحه.

اما نحن، فلنا ان نسمي ليس المسببات وحسب بل و نمسك بكل حواسنا و خبراتنا ومن خلال عملنا في الحركة التحررية لشعبنا و من خلال حنكة مدرسة مصطفى البارزاني، بخيوط يحركها المتلاعبون في الذاكرة الجمعية.

ان اكثر من سبعين سنة من عمل حزبنا الديمقراطي الكردستاني في ساحات شغل معقدة، وفرت لنا برغم كل الخسائر امرين، ان لا تخوننا الذاكرة و ان لا نكون جمهورا منساقا وراء ارادة من نشخص فيهم استعداد تقديم مصلحتهم على حياة شعبنا التي يستحق افضلها.

التوجه القومي و الوطني الذي زرعه مصطفى البارزاني و يواصله الرئيس البارزاني اليوم، عمل من ضمن ما عمل على تصحيح الذاكرة الكردستانية و ضمان تغذيتها بقيم و منجز يحصنان الاجيال من القبول بالدعاية التي يبثها اصحاب الماضي الذين افلتوا من العقاب عن جرائم بحق ابناء شعوب العراق رغم ان التقادم لا مكان له في (الجنايات العراقي).

لذا فنحن اكثر فريق حزبي يستهدفنا الاعداء بخشونة و نعومة، فيثقفون ضدنا بما هو ليس فينا ليخلقوا صدمات في المجتمع و يجعلوا ذاكرة الجمهور منحازة لأخبارهم، و يوحون اليه بما يغطي على قصورهم المتعمد ما يضمنون به توجيه مشاعر سلبية للطرف الذي قضى سبعين سنة يدافع عن العراق و كردستان بوعي وحزم، و نحن هو هذا الطرف.

{ مسؤول الهيئة العاملة للمكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *