الشاعر صالح الكندي
أبحرتُ في هواها سنين
وأيقنتُ أن اللعبة كالفنجانِ
أسافر إليها بجواز العشق والعشاقِ
والقلبُ فيزة اللقاء.
أرويتها عطش السنين
لكنها تتعثر في الأشواكِ
يغازلني سماْرُها
ويلحن لي القصيد
لسعتني بنار الحب
وسرقت كل اشيائي
الجميلات
جعلتني هارباً اجمع
الذكريات
أبحرتَني
أسّرتَني
وبهواكِ أنا المعذبُ
وأنا الذي أغرقت زورقي
وصدمات الموج لا ترحم
عزلتي لم تكن بإرادتي
بل عزلتني الأشواك التي آلمَتني
وأرغمتني أن لا أبحر إليها
وطائر البحر يراقبني
أغرق
أغرق
فينقذني ورياحٌ قويةٌ تقذفني إلى الساحلِ
لم أجدها
ولم أجدْ من ينقذني
إلا محارة البحر رمت على وجهي
فتات سحرها الدافئ فشعرت
أني في مكانٌ غريب
منحتها من قبل كل شيء
ما أحمله داخل قلبي
كنت أظن هي مملكتي وملكتي
روضت كل مشاعري لها
لا أعرف الحب إلا لها
أخلصتُ إليها وعاهدت نفسي أني لها
ولا أكون لغيرها
العهد ميثاق الأوفياء
ومسيرة لا تدق أمامها جراح
جرحتني كثيراً
رأيت الظلال على وجهها الجميل
ومعرفتي بها تفوق الوصف والموصوف
لأنها مشروع قلبين لكنهما في ضفتين
ركبنا زورق القصائد
عشقتها وأردفتني
وأدخلتني سجن موصد
لم أراها ولم تراني
إلا في الأطياف
ولم يشرع في قاموس المعاني
سرقت مني ذلك القلب الصغير في الغرام ولم أعرف أنّ اللعبةَ تدور في فنجان مكسور
نَسفت كل الأماكن العالية
وأحرقت كل كراريسي وذكرياتي
حتى الوردة الحمراء التي أهديتها نزفت من حرقتها
أني أحبها
أهواها
ألوذُ اليها كلُ حينٍ وحينِ
أعزف إليها قصيدتي
وقصتي التي لم أدونها
سأشكيها الى محكمة العشق والهوى
عسى أن تنصفني
وسأدون قصتي على ورق الأشجار
ليقرأها الصغار والكبار