الشاعر رياض الحسناوي
لملمت بعض أوساخ الشتائم
ومضت..
في طريق يشبه الأفعى مريب.
كل يوم تعمل دون تعب
في بيوت الفاكهين
الفارهة
وهي في قلبها
نبض الحسرات
وسمات البؤس للحُسن اضافت
بعض لمسات الجمال
وأضاف الجوع خصرا
لها في قد رشيق
وذبول العين يسحر
خَجِلا من كل نوع بشري
فهي لاعين رأت
مثلها حسنا بهيجا كالخيال
فتلاحقها عبارات الرجال
والعيون تنغرس في كل جزء
منها حتى القدمين
والذئاب تترصد
تبحث عن فرصة
لافتراسٍ للغزال
حتى الحكماء
واشتهاء الاغنياء
فيحاول كلهم
جرّها قسرا إلى كهف القذارة
وهي تأبى أن تلوّث
هبة الله التي أوهبها
ولذا تُطرَدُ
من بعد امتناع
إن ربَّ العمل
يجبرها.
أن تتخذه ربها
او تعود دون أن تحصل
بعضا من نقود
تعطى ارغفة قديمة
راودتها الحاجة
عن نفسها
فأبت
فتعود تحمل فقط
الرغيف
وابوها العاجز الشيخ الهرم
ينتظر
عينه للباب
ما إن تفتح
وتعود البنت
سالمة له
ثم تعطيه رغيف
فتنام… كمغيب الشمس
في حضن السحاب
هكذا في كل يوم
نعمة ام نقمة هذا الجمال.
تتسائل في المساء ؟؟
ثم تسدل شعرها
كالستار الذهبي
ثم تنام..