اورد احد الافاضل في صفحته على الفيسبوك مقولة جاء فيها : (الغريب ان اغلب العراقيين حتى العلماني والملحد فيهم طائفي) ،، وقد علقت على ذلك بالاتي : – في علم الاجناس والانسان (الانثروبولوجيا) ، ان الكائن البشري مستعد ان يغير مذاهبه الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية وغيرها وهذا ما نراه عند كثير من الاشخاص في مراحل مختلفة من حياتهم وبسبب تطورات ومتغيرات وعلى الاصعدة المختلفة ، وحتى هذا ينطبق على المجتمعات عبر حقب زمنية مختلفه من تاريخ البشريه قديما وحديثا ،، الا انه في نفس الوقت نرى انه ليس من السهولة بمكان او قد يكون من المستحيل ان يغير الانسان او يتنكر لانتماءه العرقي او الديني ، وخاصة اذا ما علمنا ان العقائد الدينية والمذهبية على وجه الخصوص هي متوارثه واصبحت جزء متأصل في العقل الباطن للشخصية للحد الذي يصل الامر الى العصبيه العمياء بعيدا عن البحث والاستقصاء المجرد والمستقل لمعرفة اين تكمن الحقيقه او العداله او الحق ،، قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) (المولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه او يمجسانه او ينصرانه) ،، لقد كانت اهم عقبة كأداء جابهت الانبياء والمرسلين من لدن ادم والى خاتم الانبياء (عليهم السلام) هو في رفض عقيدة التوحيد والتصديق بما جاءوا به من عند الله على الرغم من قوة الحجة والدليل الذي يؤتى به ، والسبب هو تمسك هؤلاء الاقوام بما هو موروث وعصبيتهم لكل ماهو متأصل في عقلهم الباطن ،، قال تعالى في الاية (22) من سورة الزخرف في رد هؤلاء الاقوام على دعوة انبيائهم (…. انا وجدنا اباءنا على امة وانا على اثارهم مهتدون) ، وقال تعالى في نفس السورة الاية (23) ( …. انا وجدنا اباءنا على امة وانا على اثارهم مقتدون ) ،، وفي الحقيقه هنالك شواهد كثيره نراها في عالم اليوم ، فهذا البروفيسور الهندي المختص في علوم الفيزياء والذرة ، وعلى الرغم من مستواه العلمي والعقلي المتقدم ، الا اننا نجده يحمل في جيبه قنينه صغيره تحتوي على (بول البقر) يتعطر به في كل صباح ومساء للتبرك وللحصول على الاجر والثواب !!! اما عندنا في العراق فيبدو ان العصبيه الطائفيه هي اشد انواع العصبيات وقد تصل الى حد سفك الدماء على الرغم من ان الدين واحد والاركان الاساسيه والمبادئ الرئيسية والمشتركات هي واحدة ، الا انه من الواضح ان السبب الحقيقي وراء ذلك هو ان الامر اصبح متعلق ومرتبط بالسلطه ونظام الحكم وقياده الدوله ولولا ذلك لما كانت هنالك هذا العنف وهذا الاقتتال وهذا الصراع الذي جلب الخراب والدمار للعراق وللعراقيين .