تلقيت خلال الايام القليلة الماضية هدية من الصديق الاستاذ الدكتور كاظم هاشم نعمة هي كتابه( تسابق التنين والفيل الى مثلث القوى في الشرق الاوسط ) الذي تضمن تحليلات للوقائع والمعلومات عن المنافسة الصينية الهندية على النفوذ الاستراتيجي في هذه المنطقة الحيوية ،الكتاب ب (739) صفحة ، وانا الان أعكف على قراءته قراءة فاحصة تمهيدا لتقديم عرض له في الزمان ،وما يهمني هنا ، ان الناشر لهذا الكتاب هو المعهد الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية القطرية مع ان الكتاب لا يتتبع السياسية الخارجية القطرية ،ولا يروج لمواقف دولة قطر لقد تولت طبعه وتوزيعه اكراما للرؤية العلمية التي تميز بها البروفسور نعمة وهي رؤية تتمتع بالمزيد من المصداقية و الرصد الموضوعي منذ ان تولى التدريس في جامعة بغداد استاذا متمرسما متفردا في طروحاته العلمية في العقد السابع من القرن الماضي ، وكنت حريصا على نشر مقالات له في مجلة( الف باء) بحكم مسؤوليتي انذاك رئيساً للقسم السياسي فيها .

انني اذ اشير الى ذلك تحزنني غفلة وزارة الخارجية العراقية عن دراسات وبحوث سياسية عراقية وازنة لا تهتم بنشرها . مع ان هذه الوزارة تفتقر احياناٌ الى ما يخدم مواقفها ازاء اوضاع ومتغيرات اقليمية ودولية تستحق التبصر العلمي – ان كلفة وليـــــــمة واحدة من الولائم الحكومية تغطي ثمن طبع اكثر من كتابين علميين على الاقل على وفق مقارنة احـــــــصائية مع علمي ، ان هناك كتباً علمية عراقــــــية مازالت نائمة في ادراج مؤلفيها ولم تحــــظَ بفرصة النشر لقلة امكانـــــياتهم المالية .