,, تفضل احد الاصدقاء الافاضل وعلى صفحته في الفيسبوك بمطالبة حكومة رئيس الوزراء الحالي بدعوة اصحاب الكفاءات للعودة الى العراق والمساهمة في خدمة بلدهم ، ، وقد علقت على ذلك بالاتي : – اذا اردنا تحقيق هذة العودة ، علينا ان نبحث اولا وقبل كل شيئ عن الاسباب الحقيقية والرئيسية لهجرة مئات الالوف من اصحاب الشهادات العليا والكفاءات العلمية في مختلف العلوم والمعارف الطبيعية والانسانية وحتى كبار التجار والصناعيين والعوائل المتحضرة والمرموقة والاعداد الكبيرة جدا من سكان العراق الاصليين وهم المسيحيون والذين كانوا يشكلون نسبة مهمة ان كان على مستوى اصحاب الكفاءات العلمية او الاختصاصات الفنية والحرفية ،، ان هذة الهجرة تصاعدت منذ مايقارب الخمسين سنة والى يومنا الحاضر ، وفي الحقيقة انني من المتابعين لهذة الظاهرة المأساوية والكارثية التي وقعت على البلد ، وفي تقديري ان السبب الرئيسي الذي كان ولايزال وراء هذة المأساة هو الضغط والارهاب المجتمعي الذي تعرض له العراق وخاصة في مراكزه الخضارية وفي مقدمتها العاصمة بغداد عندما سيطر على الدولة والبلد عموما الاعراب واهل العصبيات وحاملي قيم البداوة والتخلف ان كان في النظام السابق او النظام الحالي ، حيث تسببوا في خراب العراق وتدميرة ، وهذة الظاهرة هي واحدة من هذا الانهيار الذي اطال كل مفاصل الدولة والمجتمع ،، قال العلامة ابن خلدون في مقدمته الشهيرة : – (اذا سيطر الاعراب على اوطان اسرع اليها الخراب) ،، وقال ايضا : – (لا تولوا ابناء السفلة والسفهاء قيادة الجنود ومناصب القضاء والشؤون العامة ، لانهم اذا اصبحوا من ذوي المناصب اجتهدوا في ظلم الابرياء وابناء الشرفاء واذلالهم بشكل متعمد نظرا لشعورهم بعقدة النقص والدونية التي تلازمهم وترفض مغادرة نفوسهم) ، وهذا الذي حدث بالضبط في العراق ، بدأ من الحروب الداخلية والخارجية وسفك انهار من  الدماء والسرقة والنهب والاختلاس وتبديد الاموال وانهاء النظام والقانون وسحق هيبة الدولة وسطوتها وتحطيم اركان وقواعد الدولة العصرية الحديثة ،، الى افراغ البلد من العلماء والاكادميين والمفكرين وكل صروح الحضارة والازدهار والتقدم .