(خ).. ونفس المرگة

(خ) فرد عراقي يشبه الكثير منا ،عرفته جنديا في مركز التدريب المهني للمعدات الألكترونية في التاجي عندما كنا نؤدي الخدمة الالزامية،يجيد النكتة بالفطرة وبتلقائية كبيرة يعبر من خلالها عن مرارة مكبوتة داخل أنفسنا،عرف من المقربين منه بانه صاحب دعاء ( السلام عليك يا صاحب الصورة)في اشارة الى الكم الهائل من صور القائد الضرورة !

ولعل أرسخ الحكايات في ذاكرة من زامله الجندية تتمثل بدعوته لنا كل يوم اذ يردد مع نزوله من الباص الذي ينقلنا من المعسكر الى بيوتنا قائلا

– خوان تفضلوا وياي

فنرد عليه

– شكرا رحمة الله والديك

ولاينسى في كل مرة ان يقول

– هية نفس المرگة.

وذا ما حدث ان نسي قول عبارته تلك حتى يخرج أكثر من شخص أجسادهم من شبابيك الباص مذكرين اياه وبصوت عالي

هية نفس المرگة.

مرت ثلاثون عاما لم أره خلالها الا أني كنت أسمع أخباره وتقلبه من عمل لاخر من بعض الذين استمرت علاقتي بهم ،الى ان بثت احدى قنواتنا الفضائية تقريرا عن انبثاق تيار سياسي جديد يحمل اسما رنانا وفكرا بائسا.

في هذا التقرير ظهر السيد (خ) مرتديا بدلة رصاصية لماعة وبربطة عنق لا تنم عن ذوق مع مجموعة من المحتفلين بولادة تيارهم السياسي هذا ومفتعلين الفرح مع هوسات عفا عليها الزمن.

(خ) هذا شاهدته مختلفا عن ذي قبل، يبدو انه يبحث عن فرصة جديدة تنسيه المرگة تلك؟

لم يعد (خ) الذي عرفناه؟

سيظن أكثر من شخص انه المقصود ب ( خ).

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *