تحتفظ الذاكرة البشرية بكم هائل من المعلومات المؤرشفة لا ارادياً وهي جزء من رصيد معرفي بُنيت على أساسه البشرية وتنامت بواسطتها المجتمعات وتكونت على أساسها العلاقات الإنسانية وتطورت وصولاً الى يومنا هذا.

ونتيجة للتطورات العلمية والتكنلوجية فقد أصبحت هذه المعلومات تؤرشف الكترونياً وفق نظام كمي يتم من خلاله حفظ ما يُحتاج حفظه في ظاهرة صحيه مهمه جعلت العالم ينتقل من النظام الورقي الى الالكتروني دون الحاجه الى الاستعانه بالغير او دون الحاجه للبحث والعناء وغير قابلة للخطأ بأسلوب بسيط ودون عناء.

هذا التقدم العلمي الكبير الذي يشهده العالم يقابله جهل من البعض الذي لا يُريد ان يُطور فكره او نفسه والبقاء في مستنقعات الأحقاد الفكريه والنفسيه والتعامل بجهل مع الواقع والرضوخ للأنفعالات الآنية لأظهار النوايا الشيطانية التي باتت تُدمر النسيج الاجتماعي في جانب من جوانبه.

جميل ان يعيش الانسان متفاخراً بماضيهُ وتاريخهُ وان ولا بأس ان يعلن ذلك جهاراً ويحمل في داخله السعاده بأنتمائه الى وطنه او دينه او قوميته او عشيرته وعائلته وهذا حق من الحقوق التي اقرتها القوانيين الآلهيه والوضعيه وسايرتها الأعراف والتقاليد دون ادنى شك في ذلك.

ولكن هذا التفاخر لا يعني ان يُبخس حق الاخرين او يحط من مكانتهم الاجتماعية او يؤثر بشكل او بأخر على مجريات حياتهم وسط البيئة التي ينتمون اليها، وحتماً ان الوجه اللامع للإنسان هو مقدار ما يظهره من احترام واخلاق متبعاً الضوابط الإنسانية السمحاء التي تنامت في النفس البشرية دون أي تدخل خارجي وبعيداً عن الأكثرية او الأقلية لانها عملية توازن أدبي وليس كمي.

الغاية من الموضوع هو للوصول الى حقيقة مهمة تتنافس داخل النفس البشرية وقد تُحدث صراع داخلي مابين قوى الشر او الخير والتي ستُنتج في نهايتها الواجهة الحقيقية للإنسان.

فاليوم نشهد صراعات وامراض نفسية واحقاد داخلية تُترجم في نهايتها الى خلق فوضى عبثيه وثورات وبراكين مجتمعية قد تستغرق ساعات او أيام قلائل من قبل هؤلاء المرضى يُقابلها اختلال بالمفاهيم المُتلقاة من الاخرين حيث اصبحنا نسمع دون ان نتحقق واصبحنا نبني على ذلك السمع دون الاستناد الى الحقائق واصبح الشك ديدن البعض المستمع دون دلائل، وهو الواقع الذي يشهده مجتمعنا الذي اصبح يبني فكرته عن الغير اما على أساس ملبسه او شكله او مقدار ثروته او فقره او ما تتداوله بعض مواقع التواصل الاجتماعي مدفوعة الثمن.

فكم من صاحب مال وثروة مجهولة المصدر اصبح ذا مكانه في المجتمع واصبح يُلقب بالحجي او الأستاذ، وكم من صاحب علم وتاريخ ناصع ظلمه المجتمع وكم من العوائل تدمرت بسبب ما تنشره انامل الأشرار المتخفية خلف لوحات مفاتيح الحواسيب او أجهزة الهاتف النقال التي أصبحت من امراض العصر والتي يحتاج الى علاجها بالكي او بالأستئصال.

اذاً اصبحنا اليوم امام تحديات كبيرة قد توهم أبناء المجتمع من خلال التلاعب بالاعدادات الفكرية والنفسية وصولاً الى خلق عملية تحول الى ماهو اسوء، لذا بات من الواجب على كل من يعتقد بنفسه انه قادر على تغيير من حوله وجعلهم في مأمن من هذه الأفكار والتي في نهايتها قد تُضر بشكل مباشر بعملية التسامح المجتمعي لأن علينا ان نُفرزن مابين تجار الاخلاق و تجار الفساد الذين لا زالوا يُدمرون مجتمعاتنا من خلال دس تجارتهم المحرمه من مواد مخدره او قاتله بين أبناء المجتمع وبنفس الوقت يتمتعون بمكانه اجتماعيه مرموقه بواسطة أموال السُحت.

لذا فالواجب الديني والإنساني والأخلاقي والوطني يستوجب علينا نبذهم اجتماعياً وكشفهم للعلن وصولاً الى مجتمع خالٍ من عفونة هؤلاء وبما يضمن وطناً وشعباً ينعم بأبناءه الصالحين المسلحين ضد اعدائهم.

لواء استاذ مساعد دكتور

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *