من يريد ان يكتب الشعر لابد ان يجد في البداية لغته و يتعلمها ثم يتكلم بها مع اهله و اصحابه و يتأكد من قدرتهم على فهمها

 

 

رغم عدم عشقي لقواعد اللغة العربية و رغم ان اسوء نتائجي الدراسية كانت في امتحان العربية في الثانوية الا انني كنت دوما اعشق مادة الانشاء اكثر من الرياضيات و الفيزياء الدروس الاتي لم افهم يوما من يصفها بالصعوبة.

 

كان حلمي الاول ان اكون شاعرا لكنني عجزت تماما عن فهم اوزان القصائد و لأنني ابن المفهوم العربي عن الشعر قررت ان اترك الكتابة- القرار الذي دعمته فكريا بعجزي عن فهم الشاعرية- حقيقة انا لم اكن اعرف معنى الشعر و تعريفه و من المستحيل لمن لا يعرف معنى الشيء ان يبدع فيه.

 

بعد انقطاع عن الكتابة دام شهور لم استعمل فيها العربية جلست مع ورقة و قلم و بدل ان ارسم شكل امرأة كتبت بالعامية- هناك قصص تبدأ في منتصفها ثم يتوقف الراوي عن سردها قبل النهاية.

 

كانت تلك بداية عودتي الى الكتابة و كانت بحثا استمر عدة اشهر عن معنى الشعر فهمت من خلاله ان الشعر هو اللغة و نحن نفرط بالشاعرية في داخلنا حين نردد لغة غيرنا فإن سألك شخص عن صحتك و اجبت انا بخير الحمد لله فأنت تكرر اللغة و تقتل الشاعرية و ان انت اجبت بأنك ترى العالم مبتهجا من خلال عيون قط يشعر بالكسل فأنت شاعر. أي ان من يريد ان يكتب الشعر لابد ان يجد في البداية لغته و يتعلمها ثم يتكلم بها مع اهله و اصحابه و يتأكد من قدرتهم على فهمها و ان هو جعل من البحث عن الجمال في الاشياء قبلته يصبح كل ما يقوله شعر.

 

قادني ذات البحث الى سؤال اخر عن تعريف الفكرة! و سألت نفسي- كيف افهم انني افكر و انا عاجز عن تعريف الفكرة؟ هنا فهمت علاقة الفكرة بالشعر- فالفكرة ليست التفكير بل هي شيء ثابت لا يتغير يتكون في عقولنا بشكل لا واعي فنحن قادرون على توجيه عقولنا الى التفكير بالسياسة على سبيل المثال لكننا عاجزون عن التنبؤ بالأفكار التي قد تحضر في مخيلتنا و كلما جاءتنا فكرة جديدة و حافظنا عليها من التلوث بالتفكير و كلما اجدنا التعبير عنها بلغتنا الجديدة كلما وجدنا قصيدة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *