ما ان تصاب بمرض مفاجئ انت او احد افراد عائلتك الا وتضيق عليك الدنيا بما رحبت وخصوصا ونحن في عراق الرافدين الذين قطعت مياهما دول الجوار ناهيك ان مستشفياتنا اصبحت مجرد مكاتب لاصدار شهادات الوفيات والولادات فلا دواء ولا فحوصات ولا اطباء اختصاصيين يكشفون على المرضى الذين يراجعون المستشفيات الحكومية مما يضطر المواطن المسكين ان يلجأ الى عيادات الاطباء الخاصة او المستشفيات الحكومية فغالبية الاطباء ينظرون لمرضاهم بعين الجشع والاستغلال متناسين ان مهنتم انسانية قبل كل شئ وان الايام دول وان العافية بيد رب السموات والارض ، وفي الاسبوع الماضي اصيب احد افراد عائلتي بمرض مفاجئ اضطره للحضور عند الطبيب بدون حجز مسبق وعند دخولنا للعيادة تصادفنا وجوه الجالسين من المرضى كبارا وصغارا وقد غابت عن وجوههم الابتسامة ولا يظهر عليهم فقط الحيرة والقلق وكم سينفقون على هذه المراجعات مقابل عودة صحتهم المفقودة حتى تلقانا السكرتير بوجه عبس لا يبعث على التفاؤل اطلاقا ومنذ الثانية الاولى عرفنا (ان الوجه الفليح ولا عشة ليلة ) كما يقول المثل العراقي واخبرناه بحالة طارئة وان المريض جاء من محافظة اخرى حتى فتح هذا السكرتير النار علينا ناسيا او متناسيا انه مجرد حاجب او بوابة يمكن الاستعاضة عنه ببوابة الكترونية وهل يعلم هذا السكرتير ان بعض المرضى قد استدانو كشفية الطبيب والدواء حتى يزورون عيادات الاطباء وسؤالي للاطباء هل تعلمون بتصرفات هولاء ضد مرضاكم وعند مراجعتي لاحد الاطباء العراقيين المقيمين في العاصمة الاردنية عمان تم اخذ رقم هاتفي للاتصال بي بموعد محدد لادخل الى الطبيب بالثانية والدقيقة التي تم ابلاغي عنها اما من يقوم بترتيب هذه المواعيد فبكل صراحة مجرد ما تراهم يخف الالم عندك وترتاح نفسيا عكس ما يحصل هنا ، اين دور نقابة الاطباء من كل هذا واين النقابة عندما يفرض عليك الطبيب المختبر والصيدلية واذا ما كنت تحتاج لتداخل جراحي فإن تلك مصيبة اخرى والان عرفت لماذا يسافر مرضانا الى دول الجوار للعلاج اوحتى للهند ، تحية مني ومن كل شريف في هذا البلد الى كل طبيب يخاف الله وهدفه مد يد العون والعافية لمرضاه وان يخدم مهنته بكل تفاني واخلاص وان يعلم ان من احيا نفسا فكأنما احيا الناس جميعا وتحية لكل طبيب يعالج الفقراء مجانا والعار لتجار امراض الناس ومعانتهم وصح النوم يا وزارة المو صحة .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *