صراع يومي يعيشه أصحاب الهمم العالية والكرامة الغالية والقيم الأصيلة والأخلاق النبيلة والولاء الأبدي والحب العذري والنبض الوطني والهم العراقي، ينتج تساؤلاً مفاده: هل نستمر بمحاولات التوعية والتوجيه والتشجيع على الممارسات والأخلاقيات والسلوكيات التي تحفظ حقوق الدولة والناس والرفض والتوضيح والتشديد على عدم التعايش مع التجاوز والفساد والظلم في جميع الأنشطة ولجميع السياسات والإجراءات، اذ يشكل هذا الصراع هاجس المواطنين الصالحين والمصلحين حول امكانية التأثير أو التغيير أو إيقاف التدهور لانهم يتعرضون للابعاد وكأنهم يبحثون عن المدينة الفاضلة مما يدفعهم للتخلي والقنوط وفقدان الصبر وصولا الى الاحباط والانسحاب.

هنا لا بد من الرد على هذا التساؤل بكل ثقة وعزيمة ونذكر بقوله تعالى (لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ) (53: الزمر)، فالرجاء بالله ومن الله، اذ يطمئننا تعالى بقوله (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ? أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ? فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) البقرة)، ولا يهمنا الواقع وما فيه من تداعيات ومخاطر ومهالك لان الله تعالى يبشرنا بقوله: ( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (82) يس)، نحن مكلفون بالسعي والاجتهاد والبذل والاستقامة (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ (112) هود) نسعى للوصول ولكن تحقيقه مرهون بامر الله (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى? أَمْرِهِ وَلَ?كِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21) يوسف). ولا ننسى تكريم الخالق عز وجل لنا (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى? كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70) الإسراء)، دعائي لكل الصالحين والمصلحين بالثبات وعلو الهمة ورفعة المقال وسحر البيان والإصرار على الحق وتوعية وتوجيه الناس للسلوكيات التي تحفظ حقوق الجميع.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *