ـ يقول الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر في مذكراته:

ـ السياسة: هي ثاني أقدم مهنة في التاريخ بعد مهنة الدعارة.

ـ والدعارة.. والسياسة: يشتركان في أسلوب واحد في التسويق.

ـ فكما العاهرة تزين نفسها لجذب الزبائن.. كذلك الحال للسياسي.

– توظيف الدعارة لأغراض سياسية.. الكشف عن تجنيد شويكار.

– وهذا ما حدث مع: سهير رمزي.. وناهد شريف.

– كذاك في العر اق.. في عهد صدام حسين.. فقد استثمرت كثير من: الاعلاميات.. والفنانات في العمل الامني والمخابراتي.

– العلاقة بين السياسة والدعارة قد تبدو بعيدة.

– لكنها في الحقيقة.. قريبة لدرجة التداخل.

– والتاريخ الحديث يشهد على وقائع الاستغلال السياسي للدعارة.

– كواحدة من أدوات الضغط على السياسيين.. وإجبارهم على بعض المهام.

عمليات الكونترول:

-(عمليات الكونترول): هو الاسم الحركي للعمليات التي كان يتم فيها استخدام الدعارة في السياسة.

– عن طريق تجنيد بعض الفتيات والشباب.

– ودفعهم لإقامة علاقات جنسية مع شخصيات سياسية أو أجنبية.

– وتصوير تلك العلاقات وابتزاز أصحابها.. إما للحصول على معلومات.. وإما للتجنيد فى أجهزة أمنية.

– يقول الضابط «موافى» وهو يشرح المقصود بعمليات الكونترول: عمليات الكونترول.. التي كان يطلق عليها أيضًا العمليات الخاصة.

– أو بعبارة أدق.. التي كانت جزءًا من العمليات الخاصة يقصد بها الحصول على: صور.. أو أفلام.. تثبت وجود علاقة جنسية شائنة للشخص.

– المطلوب السيطرة عليه.. حتى يمكن استغلال هذا الأمر في أعمال المخابرات في الضغط.

– على هذا الشخص علشان أشغله معايا أو تجنيده للعمل لحساب المخابرات.

– وقد تستخدم هذه العمليات على مستوى سياسي كسلاح في يد الدولة بالنسبة للشخصيات الكبيرة في البلاد الأخرى.

– وأحيانًا أعمل الكونترول على شخص مجند فعلًا.. لضمان ولائه لجهاز المخابرات.

– وإيجاد وسيلة أستخدمها في الوقت المناسب.. للضغط عليه إذا ما حاول أن يقوم بعمل مضاد لي.. أي لجهاز المخابرات.

– وقد لا يكون الكونترول على علاقات نسائية.. حيث أجريت عمليات عن نواحي شذوذ جنسي بالنسبة لبعض الأجانب.

– وكان عندنا مندوبات في القسم لاستغلالهن في تنفيذ العمليات مقابل مكافآت كانت تصرف لهن.

من هو موافي؟

لكن: من هو الضابط موافى؟ الإجابة في المحضر الذى فتح للتحقيق معه فى يوم الخميس الموافق 29/2/1968 بمبنى مجلس قيادة الثورة بالجزيرة، فى القضية المعروفة باسم «انحرافات جهاز المخابرات».

– يقول «اسمى محمد صفوت محمد الشريف.. واسمى الحركي موافى.. عمري 35 سنة.. رئيس منطقة عمليات بإدارة المخابرات العامة سابقًا وبالمعاش».

– محضر التحقيق الذى نشر صورة منه.. جاء فيه تفاصيل كيفية تجنيد العناصر.

– ويقول الشريف في أقواله بالمحضر إن «عمليات تجنيد المندوبات كانت تتم بعد ترشيحات وتجرى تحريات كاملة عنهن.

– ويتم الكشف عنهن فى الآداب والمباحث العامة..

– ويمررن بجميع مراحل التجنيد المختلفة.. حسب النظام المتبع في قسم المندوبين.

– وبعد التجنيد الذى لا يتم إلا بعد تصديق السيد/ حسن عليش.. الذى كان يرأس هيئة الأمن القومي.

– شخصيا يتم وضع خطة تشغيل.. وتحديد قيمة المكافأة الشهرية.. التي يصدق عليها السيد/ حسن عليش أيضا.

– إذ كانت جميع المكافآت التي تصرف للمندوبين عمومًا بتصديق منه.

– ويحكي الضابط موافى كيف بدأت فكرة إجراء عمليات الكونترول.

– فيقول «في نهاية سنة 1962 أو بداية سنة 1963 وكان ذلك على أثر مؤتمر عقده حسن عليش لضباط قسم المندوبين الذى كان يرأسه في ذلك الوقت جمال عباس.

– اقترح عليش في هذا المؤتمر عدة اقتراحات لتطوير العمل في قسم المندوبين.

– وكان من ضمن هذه الاقتراحات استخدام العنصر النسائي.

– في الحصول على وسائل سيطرة تستخدم في تجنيد الأجانب والدبلوماسيين.

– للحصول على معلومات تفيد في أعمال المخابرات.

– وكمرحلة من مراحل تجنيدهم.. بمعنى أن السيدات ينشئن علاقات مع هذه الأهداف.

– ويتم تصويرهم في أوضاع شائنة.. لاستغلالها في الغرض سالف الذكر.

– ويستكمل موافى: وأشار حسن عليش في المؤتمر إلى أن هذه الوسيلة تستخدم في أعمال المخابرات في الدول الأجنبية.

– وإحنا فعلًا كنا من قبل كده بندرس المسألة دي ضمن الفرق التي كنا نتدرب فيها على أعمال المخابرات.

– إنما كانت مجرد مبادئ على الورق.. فأراد حسن عليش بالمؤتمر الذى عقده أن يخرجها إلى حيّز التنفيذ.

– وعقب هذا المؤتمر قام جمال عباس – باعتباره رئيس قسم المندوبين – بعقد مؤتمر آخر كلف فيه الضباط.

– كلًّا في نطاق عمله…

– بإجراء الدراسات اللازمة لتطوير العمل فى قسم المندوبين.. بما في ذلك تنفيذ عمليات استخدام العنصر النسائي على النحو السابق إيضاحه.

مذكرات اعتماد خورشيد:

– ليس التحقيق مع صفوت الشريف وحده.. هو الذى يكشف عن تداخل السياسة بالدعارة تحت مسميات عدة.

– أهمها «الحفاظ على الأمن القومي للبلاد».

– ففي مذكراتها كشفت إعتاد خورشيد زوجة صلاح نصر، رئيس المخابرات المصرية في عهد ثورة يوليو وحتى نكسة 1967.. حقيقة استخدام نظرية «السمو الروحاني.

– تقول اعتماد في مذكراتها: إن فلسفة عمل موافى.

– نابعة من دراسته نظريات السمو الروحاني الذى تعلمها في أحد معابد الهند في بداية عمله العام 1957.

– وشرح لها طبيعة النظرية بأنها عبارة عن انفصال الروح عن الجسد بتمرينات معينة تقوم بها المرأة.

– ويستخدم بعدها جسدها في أي شيء.. لأنه يعتبر (خرقة) لا يفيد مثل الجسد الميت.

– وبالتالي يمكن استخدامه حتى ولو وصل إلى الشذوذ!

– وأن السمو الروحاني أمر أساسي في تلك الأعمال.

– ويحقق النجاح في تجنيد العملاء.. والحصول منهم على المعلومات المطلوبة.

– وأضافت أن صفوت الشريف أخذ يردد أن: الجنس هو أقصر الطرق للحصول على المعلومة.

– ثم بدأ في شرح تفاصيل: فلسفة السمو الروحاني.

– يمكن لاثنين من الرجال ممارسة الجنس معًا.. وممكن لامرأتين أيضا.

– وهنا يمكن الحصول على المعلومات من الشخص الشاذ أسرع من الطبيعي.

– لأنه سيكون.. واقعًا تحت تأثير الشذوذ وفضح الأمر.

– وبالتالي بعد اهانته.. وشعوره بالذنب.. يمكن وضعه تحت السيطرة.

– فينفذ ما يطلب منه وبدون تردد خشية الفضيحة!

– مؤكداً أنْ ليس للدين دخل في أعمالنا.. فالجسد ليس له قانون خاص، وليس له أهمية من حيث استخدامه.

– وذكرت اعتماد في كتابها أسماء بعض الفنانات اللائي تعرضن.. للاستغلال.. والابتزاز الجنسي.. بعد تصويرهن

– ومنهن الفنانتان: مريم فخر الدين.. وشويكار.

– إلا أنهما نفتا هذه الاتهامات.. مشددتين على أن ما ذكرته:

– مليء بالتهويل.. وبالأكاذيب.. والقصص غير الواقعية.. التي لم تحدث.

– وقالت مريم فخر الدين في حديث تلفزيوني لها: إن اعتماد تعمدت الكذب.. والتلفيق.. في إطار سعيها للشهرة التي لم تنلها في الفن.

– وهو تقريبا نفس ما قالته الفنانة شويكار.. إذ قالت عن اعتماد خورشيد إن: هذه المرأة افترت كثيراً.. وروّجت لقصص وحكايات عنى وعن غيرى لا صلة لها بالحقيقة.

– وعلى ذمة اعتماد خورشيد.. وقعت الفنانة شريفة ماهر في فح المخابرات. العام 1963.

– عندما قام صفوت الشريف بمساعدة البعض بتصوير فيلم جنسي لها..وتم ابتزازها للقيام بعدد من العمليات.

– ورغم أن اعتماد خورشيد حاولت الهروب من محاولات زوجها صلاح نصر استغلالها في عملياته.. إلا أنها وقعت تحت التهديد في النهاية.

– وكما أن قائمة الفنانات والنساء اللاتي خضعن بالفعل للابتزاز طويلة.

– قائمة الفنانات اللاتي لم يستطع صفوت الشريف إخضاعهن طويلة أيضا

– ومنهن الفنانة برلنتي عبد الحميد..الذي فشل في تسجيل ما يدور في شقتها.. حيث كان هناك أناس يترددون عليها.

– وكانت تدور بينهم اجتماعات مريبة.. لذلك قام بتأجير شقة أسفل شقتها.

– لكنه فشل في تسجيل المحادثات نظرا لعقبات فنية.. كما فشلت العملية مع ناهد شريف وسهير رمزي.

عمر الشريف يعترف:

– لكن عمر الشريف أكد ما جاء في مذكرات اعتماد خورشيد فى محاولات تجنيد بعض الفنانين فى أعمال مخابراتية.

– فقال عمر الشريف في لقاء تلفزيوني أذاعته قناة «العربية» بعد وفاته كآخر حوار معه.

– إن المخابرات العامة حاولت تجنيده.. وطلبت منه إقامة علاقة مع ممثلة لبنانية.. تمهيدًا للوصول إلى والدها وتصفيته.

– ووافق في البداية.. وكان جزءاُ من التمويه.. أن يسب عبد الناصر في العلن.

– ويصل السباب إلى أُذن والد الفتاة أكثر من مرة. ليطمئن إلى أن الفنان المصري على خلاف مع النظام في بلاده.

– ولا قلق منه.. لكن عمر عاد.. واعتذر عن المهمة.. لأسباب غير معروفة تم قبول اعتذاره.

– وبعد هذا التصريح كشف الناقد الفني طارق الشناوي.. أن الفنانة التي كان يقصدها عمر الشريف هي الفنانة اللبنانية.. نضال الأشقر.

– معتمداً على معلومات من مصادره الخاصة.. ومستندا إلى أن الفنانة نضال الأشقر هي ابنة عائلة سياسية.

– ووالدها هو أسد الأشقر.. الرئيس السابق للحزب القومي السوري.. وكان على خلاف مع النظام المصري وقتها.

فاتن حمامة تهرب:

– ربما ما قالته الفنانة الراحلة فاتن حمامة من محاولات تجنيدها وهروبها من مصر دليل جديد على تلك المحاولات القديمة لاستغلال الدعارة.

– وكان عقابها أن تم التشهير بها.. والكتابة في المجلات والصحف أن فاتن على علاقة بمخابرات دولة عربية.

– وعليه منعت من المشاركة في المهرجانات الفنية كمحاولة للضغط عليها للتجنيد.. لكنها رفضت وأصرت على موقفها.

– وفى مذكرات فاتن الطى نشرت في عدد من الجرائد العام 2013.. قالت فيها.

ط

– إن الفترة الطى انفصلت فيها عن زوجها عمر الشريف.. فوجئت بزيارة من أحد الأشخاص.. ويعطيها كتابا عن التخابر.

-بعد أن قرأته خافت على نفسها وأسرتها.. وهربت إلى بيروت.

– وهناك نشرت اعترافاتها دون ذكر أسماء.. وقالت إنها تعرضت لتهديدات مباشرة لإجبارها على العمل لصالح الجهاز.

– وتضيف فاتن أنه بعد قضية انحرافات جهازالمخابرات.

– علم الرئيس جمال عبد الناصر بالموضوع.. ووصلها اعتذار من عبد الناصر.. طالبًا منها أن تعود إلى مصر.

– لكنها عادت بالفعل بعد وفاة عبد الناصر.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *