(الما يزور السلمان عمره خسارة)

هذه البستة الشعبية البغدادية تذكر اهل بغداد بموسم الربيع ايام زمان ومهرجانات الهلاي والكسلات ففي بداية موسم فصل الربيع من كل عام اعتادت شعوب العالم ان تحنفل به بفعاليات فنية وشعبية متنوعة ضمن مهرجانات وكرنفالات تعكس تراثها وتاريخها وتصادف عندنا في هذه الايام الجميلة باجوائها اعياد النوروز الذي يحتفل به اخواننا الكرد في كردستان العراق وعيد الام (ست الحبايب) ونحن في بغداد كنا نحتفل بالربيع باقامة كرنفالات فرح شعبية تقام في منطقة سلمان باك احدى القصبات الخضر القريبة من مدينة بغداد والتي تعرف في كتب التاريخ والاثار بمدينة ( طيسفون) عاصمة الامبراطورية الساسانية وعلى مقربة من (طاك كسرى ) يوجد ضريح مرقد الصحابي الجليل سلمان الفارسي والبغداديون يتذكرون تلك المهرجانات التي تستمر عدة اسابيع تبدأ عادة منذ بداية شهر اذار وتستمر عدة ايام من شهر نيسان ويسميها البغداديون بالهلاي حيث يشرع الناس انذاك وخاصة اهالي المحلات الشعبية البغدادية مثل الفضل وباب الشيخ والكاظمية والاعظمية وابو سيفين والكرادة بالانتقال مع عوائلهم الى منطقة المدائن (سلمان باك) للتمتع باجواء الربيع الجميلة في هذة المنطقة الخضراء الرائعة المشهورة ببساتينها وهوائها العليل ينصبون خيمهم ويمكثون هناك اياما وليالي في اجواء فرح وبهجة ناسين فيها همومهم ومتاعب حياتهم انذاك. حيث يقيمون حلقات الرقص والغناء الشعبي من المربعات البغدادية واداء المقام العراقي عصر كل يوم من ايام مكوثهم وجلسات السمر ولعب الجوبي والساس التي تقام بالقرب من ايوان كسرى. وفي مساء كل يوم خميس من الاسبوع يؤلف الوافدون المحتفلون في سلمان باك موكبا كبيرا يتحرك بعد الساعة التاسعة ليلا الى مسجد سلمان باك وعلى اصوات الطبول والدفوف وانغام الفرق الموسيقية الشعبية والاهازيج البغدادية والقصائد الوطنية الحماسية لزيارة مرقد الصحابي سلمان الفارسي رضى الله عنه. هكذا كانت ايام البغداديين تتسم بالامان والاستقرار كانت النفوس قنوعة مطمئنة تشعر بالسعادة المتواضعة ضمن حياة معيشية بسيطة مقدرة لها . واخيرا نقول : اللهم اعد الينا نعمة الامن والامان واحفظ شعبنا وعراقنا من كيد الكائدين وجور الاعداء والظالمين وعد لنا الايام السعيدة امين يا رب العالمين.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *