طريقة تعامل الاتحاد العراقي لكرة القدم مع (فيفا دي) تثير تساؤلات عديدة ، فالادارة الحالية للاتحاد تكرر اخطاء الادارات السابقة من زاوية عدم الحرص على المبادرة بمفاتحة منتخبات عالمية او منتخبات اعلى مستوى من منتخبنا للعب امامها ، ويكتفي الاتحاد بالدعوات التي تصل اليه ، كما حصل في ودية روسيا ، والمسّوغ هو قصر اليد ، والتساؤل هنا الى متى يستمر الاتحاد في عدم تقدير اهمية (فيفا دي) والانعكاس السلبي لذلك على اعداد المنتخب لاستحقاقي بطولة كاس أمم اسيا 2024 وتصفيات كاس العالم 2026.. المباريات الدولية الودية تساعد المنتخب على التعرف على قدراته الجماعية والفردية ، وبناء تصورات فنية افضل للمباريات الرسمية ، وتمنح المدرب فرصة لوضع الخطط الفاعلة لفريقه ، والحلول التكتيكية التي يمكن اللجوء اليها في المباريات الرسمية .. والمتابع للشأن الرياضي يتذكر بمرارة ، كيف دفع المنتخب ثمن اعداده السيء لبطولتي امم اسيا وتصفيات كاس العالم ، إقصاءاً مبكراً ، في الماضي غير البعيد ، وضاعت جهود اكثر من جيل في الظهور المشرف في البطولتين السالفي الذكر ، نتيجة قصر نظر المكتب التنفيذي للاتحاد .. وتبرير قصر اليد لا ينبغي ان يستمر في تقديمه الاتحاد كما اسلفت ، للتهرب من تحمل مسؤولية نتائج المنتخب في الاستحقاقين القاري والدولي ، ولا ينكر اهمية مردود المنتخب في اي بطولة اقليمية او بطولة غير مصنفة يشارك فيها المنتخب ، ولكن هذه البطولات هي خارج ايام (فيفا) ، فضلا عن ان عدد من المنتخبات المشاركة في هذه البطولات تلعب بخطها الثاني ، ان لم نقل الثالث ، وبهذا تكون الفائدة الفنية شبه معدومة للمنتخب ، وان فاز بكأس احداها .
وقارن خبراء بين حرص المنتخب السعودي على استثمار اليومين المخصصين من قبل الاتحاد الدولي للمباريات الودية ، عندما قرر اللعب امام فنزويلا وبوليفيا ، في حين لم ينجح الاتحاد العراقي في تنظيم مباراة مع المنتخب الايراني ، رغم وجود اتفاق مبدئي على اقامة المباراة في طهران ، وبذلك خسر المنتخب العراقي فرصة اللعب في يوم (فيفا) الثاني ، وهذا مؤشر على عدم استثمار الاتحاد لايام (فيفا).
ما اريد التاكيد عليه هو ان مباراة (فيفا دي) هي جزء من مرحلة الاعداد لكل المنتخبات الوطنية في العالم للاستحقاقات التي تتربص بها ، والاهتمام بها يجب ان يكون من اولويات الاتحاد ، ويكون لمدرب المنتخب رأي فيها .. وخوض مباراة (فيفا دي) كيفما اتفق ، خطأ اداري وفني في آن واحد ، إذ من غير المنطقي ان يستمر الاتحاد في ارتكاب الاخطاء التي تسهم في عدم وصول كرة العراق الى اهدافها النوعية ، وهنا لابد من التذكير ان الجميع اشاد بلقائي المكسيك والاكوادور ، قبل انطلاق منافسات بطولة كاس العالم التي جرت في قطر نهاية العام الماضي ، رغم ان المنتخبين كانا يبحثان عن مصلحتهما للاستعداد لمونديال قطر ، ويحسب للاتحاد انه حاول اقامة مباراة ودية مع كوستوريكا في البصرة ، ولكنه لم ينجح نتيجة رفض الاتحاد الكوستوريكي اللعب في البصرة نتيجة مخاوف امنية مزعومة.