نحن مقبلون على أمطارٍ غزيرة في المستقبل القريب أو البعيد بسبب الاحتباس الحراري الذي يزداد سعيراً عام بعد آخر وستعج سمائنا في السنين القادمة بالسحب الثقيلة المتلاطمة فتصب مياهها بغزارة فوق أراضينا بسبب توافق حالة الاضطراب المناخي الدائم مع موقع بلدنا الجغرافي بين خطي العرض 29 و 37 شمال خط الاستواء في المنطقة الدافئة التي شاء القدر أن يحصل فيها تصادم كتل الهواء الباردة القادمة من شمال الكرة الأرضية مع كتل الهواء الدافئة القادمة من براري الصحراء الواسعة في الجنوب والجنوب الغربي أو القادمة من خط الاستواء المداري فلا يمكن للأفكار والجهود الحالية أن تعالج هذه المشكلة المستديمة ( فيضان الطرق ) التي ابتليت بها محافظاتنا وخاصة بغداد العاصمة على مر السنين وسيبقى الناس يعانون من خراب طرقهم لأمد ٍ بعيد بسبب رداءة الأنابيب الضيقة وانسداد أنفاق تسريب مياه المجاري ومياه الأمطار التي مازالت على وضعها القديم المستهلك بل راحت اجزاءً كبيرة منها تنحدر نحو الأسوء لعدم وجود الإدامة الدورية لها كما نرى حالة اللامبالاة التي تتخذها أمانة العاصمة والمختصين بهذا الشأن فأصحاب السلطة منشغلون بالحكم ومشاكله ومهندسوا الطرق يتفلسفون في الحلول النظرية بلا جدوى وتلقى تلك الحلول الوقتية فشلاً ذريعاً بعد سنة او اقل من تنفيذها ، أن أي عمل أي مشروع يصطدم كالعادة بمهندس مرتشي ومقاول غشاش يهربا سويةً كعصفورين عند استلامهما أول قسط من المصرف كما رأينا عشرات هذه الحالات في الماضي مع الطيور الطايرة .

…. لا بد أن يعلم الجميع بأن مناخ الأرض في تغير دائم بسبب لهيب الاحتباس الحراري المخيف الذي يسبب اضطراب مناخي عنيف سيهاجمنا بين فترة وأخرى وخاصة في فصول الشتاء القادمة ونرى أن أفضل حل للخلاص من بحيرات أحيائنا السكنية والوحل وطرقنا المحطمة هو التعاقد مع الشركات الأجنبية التي تمتلك خبرات واسعة في هذا الخصوص أونستورد لها العقول التي تخطط بدقة مثلما نستورد الطائرة والسيارة والكمبيوتر لتخليصنا من مستنقعاتنا والبحيرات والأوحال المرابطة حول الاحياء السكنية المليئة بالقمامة .. والقمامة هي الأخرى لها شأن آخر ، فنرى أن السبب الأول في تجمعها داخل الأحياء السكنية بهذا الشكل الواسع يعود الى اهمال أمانة العاصمة والبلديات وتقاعسها بهذا الخصوص وأن تراكمها لأيام وأسابيع في أكوام ثقيلة هو أمر خطير على الصحة العامة ً بالإضافة الى المناظر المقرفة التي تنفر منها النفوس ولو حضر رجال التنظيف يومياً أو حتى بين يومٍ وآخر ورفعوا النفايات من اماكن كبوتها لما انتشرت الازبال بهذا الشكل المعيب عندها سيتمسك الناس بالنظافة احتراماً لإخلاص عمال التنظيف ومثابرتهم .. أن الحفاظ على النظافة هو توجيه وتلقين وعمل وإخلاص يتلقاه المرء منذ صغره ولا يوجد قانون دولة في العالم يسمح برمي الأوساخ في الطرقات العامة ولكن مجتمعنا لايعير أهمية لهذا الفعل الحضاري المهم الذي يحافظ على جمال ورونق الشوارع والحدائق العامة لكوننا نعيش في هذا الوسط المتسخ الغير منظم منذ الطفولة ، انه تقليد المخالفة الموروث منذ الماضي البعيد امتزج مع تقاليدنا وتطبع بطبائعنا وشرنق أفكارنا … نرى أن الحل الوحيد لهذا الأمر العضال هو استيراد الايدي العاملة الرخيصة التي تتقبل العمل بهذا الصنف من الأعمال وأفضل أشخاص يتقبلون هذه الأعمال الخدمية هم العمال الوافدون من جنوب شرق آسيا وقد قامت بهذه التجربة بعض شركات التنظيف لدينا واستوردت الأيدي العاملة من بنغلادش مثلاً وتعاقدوا مع الكثير من وزارات الدولة ونجحوا نجاحاً منقطع النظير ، بدل من تشغيل المواطن العراقي الذي يأبى العمل بهذه الأعمال الوضيعة على حد اعتقاده فهو يعتبرها من المهن الهابطة مهما منحوه من تسهيلات فالكبرياء والشعور بالمجد والرفعة والتفاخر بالحضارة يجعله للأسف غير مؤهل لممارسة هذه الاعمال إلا القلة القلائل منهم .اننا بحاجة الى نظافة حقيقية تراها اعيننا لكي تمنحنا درساً في ذلك ونخجل بعدها ان نرمي ورقة واحدة في شوارعنا أو عقاب سيكار كما هو الحال في الدول الأوربية الآن ونعمل عندئذ على ادامة هذه النظافة فتصبح عادة موروثة على مدى الاجيال كما وصلت اليه الشعوب المتقدمة حضارياً قبلنا وهذا لايتم الا عن طريق التعاقد مع شركات تنظيف اجنبية لنتعلم منها النظافة والنظام . وسلامتكم ….

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *