هناك مثل يقول ( من قبل النصيحة اجتاز الجبل، ومن لم يقبلها أخطأ طريقه حتى في السهل) .

اغلبنا تابع في الفترة التي سبقت رمضان المسلسل العربي (الأصلي).

من بطولة الفنانة المصرية ريهام عبد الغفور ونخبة راقية من الفنانين من بينهم منال سلامة أحمد الشامي وغيرهم وكعادتي في الإنتباه على الشخصيات التي قد لاتجذب الإنتباه من الوهلة الأولى ، شدتني شخصية (سوسو)أبنة خالة ( فاطمة الأصلي وأخوتها) اعتقد ان مثل هذه الشخصية تم تجاوزها في الدراما العربية لإنها للأسف باتت خارجة عن الواقع ، هذه الصديقة الناصحة التي لاتخاف في الحق لومة لائم ولم تضعف أمام شهوة المال رغم ان زوجها ( بيجو) اليد اليمنى لفاطمة الأصلي سرقَ مثل اغلب ابطال المسلسل الذي اعماهم الطمع.

سوسو التي مثلت دورها الفنانة ( رانيا السيد) كانت صريحة جداً مع إبنة خالتها ( الحاجة فاطمة) فقد واجهتها بكل أخطائها ولم تخاف من القطيعة التي قد تحدث بينهم ولا انقطاع رزق زوجها الذي يعمل عند عائلة ( الأصلي) وفي الحلقات الأخيرة نتطلع الى مشهد يجمع بين سوسو وفاطمة الأصلي التي يهابُ منها الجميع تحاول مراضاة إبنة خالتها التي لم ترضى على مافعلته مع أخوتها.

السؤال هنا من منا يملك في حياته سوسو الأصلي؟

في حياتنا التي أمتلأت بالشيءوعكس الشيء لم يعد هناك وجود لشخص مثل سوسو يعطف على أقربائه ويحنو عليهم ويواجهم بأخطائهم ، أمسى الناس في حياتنا صنفان مجاملين ومطبلين او سفهاء وقليلين حياء. على الرغم من ان شخصيات الدراما العربية تكون عاكسة للواقع الذي نعيشه إلا ان ( سوسو الأصلي) اعتبرها من الشخصيات المستحدثة التي يتمنى كل منا ان يكون في عالمه نظيراً لها (صديق او قريب ناصح له لايطمع بغير محبته ويحنو عليه) كم فقدنا في هذا العالم ذا القشرة المثالية سمات الصداقة الحقيقية ، وكم ضاعت الحقيقة في غياهب الأوهام.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *