.
في المكتبات العتيقة، يستريح الأجداد
ينكمش التاريخ في جدرانهُم
من علم الورق لعبة الوقت، لئلا ينزلق في هامِش ما
يتحايل على الليل وهو يمحي أخر إبصارة للعناوين
على صورة نادرة يستريح جدي
يؤطِر للتاريخ المذبوح بالمكائد، التقاطة صوفي
جدي الذي عاش عمرًا صيفيا يتحقق سُمرة العرق
بذر فصلاً كامِلاً من الربيع وسماهُ والِدي
على ذات الشجرة تنمي فينا جدتي
أحاديثها الدافئة مواسِم الذكرى،
والنقوش التي تكسوا جسدها مِن أثر الحنين
جدتي تعلمت أنّ الزُهد صك للسنون التي شاخت
لوجهها بسملة (الشِلوخ)
ولذاكرتها مدارِك مِن أحاجي القُدماء،
قناديل القمح قُبل الحِقُول وبعض مِن غواية الحصاد…..
يقول جدي:
الحانات أخر شاهِد للذاكِرة، هبة الخلاص
الصابِين لهذا الترنُح سهو الحقيقة
من يُجرِم العقل بالإتزان، فالنساء أباريق الثمالة
وصَب النبيذ….
هو ما تناسى أن يٌذكرني بشُبهة البارات
أن تُنتَزِع فضيلة الكرمة في أول قِطافها،
لتزهُو في زجاجة…
فهذا النبيذ يا ولدي يسري في شراييننا، توأمة للدمِ
لكنه قط ما كان شهيًا كشهد البنات
كان جدي حكاء جدا، يجيز لك بحيرة الخيال
يأخُذك دون أن ترسو….
مثلاً أن يجعلك شاهِدا على جريمة شوق
بين حمامة وغيمة
ويتجاذب معك مجاز الهطول…
أن يخبرك عن السيدة الفاضلة، قتال الأجداد
كان حكيمًا جدًا ليوقِد فيّ هذا القول
في الحقيقة أنا لم أعايش جدي، لم أسمع عنهُ أي حكاية
إنما هي مشيئة الطين، أن يتواتر هكذا
أن يجعل التخاطُر مُمكِنًا بين الصحو والسبات
يُخبِرني في رسالة وُلِدتَ آدمي الصفات
تمرَّستَ المشاهِد في أول سليقتك
ثُمَّ إمتد ظِلك…
الأن أنت تكسِر قداسة التعرِّي بفداحة النهار
لتقول: ما كان الليل لباسي
كأنك تحاوِل التجرُد مِن ماهِيتك،
توقف هُنا على ناصيتك ستتضج الأشياء
كيف ستُنبِت شمسًا في دامِس ليلك
حكمة الرسالة تكمُن في إنعكاس الضُوء
أن يتوسدهُ ظِلك حقيقة المُسلَّمات….
ولأنهُ كان شقيًا جدا
أخبرني عن صديقته التي جرفها تيار الحُب
كُان لها النهر إذا إشتهت السباحة
كانت لهُ الوطِن إذا ضاع عن الهوبة،
وكان الجسد جواز الإنتماء
ما ترددت في رقيص اللطافة لهُ…
كم بَنت لهُ مِن إيقاع الصدر حقول علهُ يستريح
أستباحت المكائد، إثم الليالي الحمراء
وعندما يواتِبه الضجر، تصنع فيه غابة مِن إغواء
كم ارتدت لي هيئة الأيل تزهو في، تسابِقني أتربص
أستريح تُشرِّدني بمساحة الهواجس، ياللإفتراس
نسيت الإستثناءات في النصّ،
يهمِس جدي في أُذني يا سهول وبراري أنت
في يوم ما ستصبِح غابة…
ولطالما كانت الغابة مشغولة بالغُزلان
يقول لي:
لمحبتك هذا أيُها التناص الجميل
يا رملا للقصائِد التي تخاف الغرق
لكَ نِيل من الورد تواق لأن يُزهِر، رُبما على خفة جميلة
تأتيك في ديسمبر البشارات
تحمل معك هَمَّ الحبر تلغِمك بالتساؤلات
ثُمَّ يمضي سريعًا غريقًا في بحر الأمسِ
لقد كان شخصًا حداثيا جِدًا، يشتبك مع الرُؤى
يؤطرني في حِكمتي إن نضُجَت
لئلا أشيخ في الهوامِش…
فالتاريخ هو الكاميرا التي لم يصنعها الإنسان
لهذا كُل الذين ماتوا خرجوا مِن فِلاش الضُوء ، وأستقروا في فيلم الذاكرة …
التاريخ المُصغر يتمثل في تدوين اللقطات.
.