يمتاز الشهر الفضيل (رمضان المبارك) في اغلب دول العالم الاسلامي وبقية ارجاء المعمورة بانه شهر للمغفرة والرحمه والتعاون وزرع القيم النبيلة، والقيام بالمبادرات الانسانية والايجابية التي تسهم في تطور المجتمعات نحو الافضل.
الوضع في عراقنا الحالي مختلف ، لاننا نشعر بان هذا الشهر يتم استغلاله للضغط على الفقير والفقراء وجعلهم يعيشون بضيق والم وحاجة ، مما يجعلنا نشعر باننا مسلمين بالاسم في الهوية فقط ، وليس بالافعال الحقيقية.
وبالعودة الى نجوم الرياضة في دول العالم ومنهم المسلمين فانهم يقومون بمبادرات خيرية وانسانية من اجل دعم بعض الفئات التي تحتاج الى رعاية خاصة ، ودعم الجانب الاجتماعي في المجتمع من خلال التبرع للجمعيات الخيرية وبعض المستشفيات الخاصة والامور التكافلية الاخرى.اما في عراقنا الجديد فان الامور مختلفة لان النجوم وقادة المجتمع يبحثون عن الشهرة والرياء والظهور بمظهر الانساني وكانهم يسهمون في رفع الظلم عن الاخرين ، لكن الحقيقة مرة ومؤلمة.
اما بعض نجومنا الرياضيون وبالاشتراك مع بعض القنوات الفضائية فانهم يسعون الى استغلال الشهر الفضيل من اجل نشر غسيلهم القذر وكشف خفايا سلبية من تاريخهم الرياضي وبشكل لا يمت بصلة الى الرياضة وروحها السمحة والتي تؤكد دائما على التنافس الشريف .
وان هؤلاء النجوم يعطون اشارات غير مقبولة بتصرفاتهم هذه وبانهم اصبحوا نجوماً في غفلة من الزمن ، وليس من خلال تألقهم الحقيقي في ميدان التنافس الشريف ، والتي من خلالها عزف السلام الجمهوري لهم بعد تحقيقهم للبطولات الدولية واصبحوا نجوما ومن صفوة المجتمع.
ويبدو ان تاسيس هؤلاء اللاعبين في السنوات الاولى لنجوميتهم لم يكن بالشكل الصحيح ، وغابت عن مدربيهم ومسؤوليهم الفكر الاحترافي ، وان فكرة الولاء للقميص والعلم العراقي كانت غير صحيحة ، لان هذا الولاء يجب ان يفرض عليهم ان يكونوا محترمين بشكل متواصل، وان يبادلو الآخرين نفس الشعور ، وان لا يسمحوا بالاساءة الى اي منافس مهما كان ، وسبق وان حققوا عليه الانتصار ، لان هذه الافعال ليست من قيم الفرسان والرجولة الحقيقية.ان البعض يعتقد ان الخروج بتصريحات بالفضائيات خارجة عن المألوف يعد نوع من الشجاعة والبطولة ويسهم في عودة نجوميته ، لكنهم ينسون بان بعض الاعلاميين او الفضائيات يستغلونهم ويجعلونهم يتحدثون بامور مثيرة ، معتقدين بانها صحيحة ، لكنهم يقعون بالفخ ، لان هدف هذه البرامج هو زيادة نسبة مشاهديهم في مواقع التواصل الاجتماعي بعد عرض هذه المقاطع فيها والاستفادة المادية منها وكذلك الاثارة وتخريب الرياضة.
لكننا نذكر هنا بان القيم الاخلاقية التي بنيت عليها المجتمعات والرياضة ، والتي تنادي بها اللجنة الاولمبية الدولية وكافة الاتحادات والاندية الرياضية تمنع من تجاوزها او استخدامها بشكل سلبي، لانها في هذه الحالة تخرج عن الروح الرياضية ومن اطارها الاخلاقي وقيمها الحقيقية التي اسست من اجلها ، وتصبح شبيهة باللعبة السياسية ومكاناً لتصفية الصراعات والنزاعات ، وعندها تخرج من خانة المنافسات الرياضية الشريفة وتتحول الى الصراعات غير الاخلاقية والبعيدة عن القيم الانسانية.
ويبدو ان غياب القوانين النافذة او عدم تطبيقها بالشكل الصحيح جعل البعض يتمادى في الاساءة الى الرياضة وطقوس هذا الشهر الفضيل ، والا فاننا نسأل اين دور لجنة الاخلاقيات في اللجنة الاولمبية العراقية او في الاتحادات الرياضية او حتى في الوزرات المعنية مثل وزارة الشباب والرياضة وغيرها ؟
وهل ان غياب هذا الدور كان بفعل فاعل من اجل نشر الفوضى والجهل والتصرفات غير الاخلاقية والخارجة عن المنطق في الرياضة ، من اجل السماح لبعض المسئين والجهلة من الاستمرار في قيادتها الى المجهول.