الإسلام دينٌ عظيم وانساني يجسد تعاليمه بالواقع العملي والتعاملات وهو دين لا يدعو إلى الانغماس
الروحي المُعطِّل للعقل، ولا يأمر بتقديسِ العقل ليتجاوز البناء الروحي. دينٌ يمزج بين الروح والمادة، ولا يفصل أحدهما عن الآخر. إنه يدعو إلى المواءَمة بين قرارات العقل المنطقية، ومنطلقات القلب العاطفية
وهو لا يحثّ على العُزلة بمنأىً من الدنيا، والتعبُّد بين جدران اربعة او عزل تام عن المجتمع لتحقيق السلام الروحي والظفر بالنعيم الأخروي! بل يُحرِّض على المُخالَطة، والتفاعل والعمل والعطاء وعدم نسيان النصيب من الدنيا، مع الانضباط التام والحفاظ على الالتزامات الدينية والأخلاقية التي جاءت مهذِّبة للنفسِ ضابطة للعقل بعيدا عن الاستهتار والفساد والخروج عن القيم الانسانية التي صرح بها وعمل على تعميمها في المجتمعات ونتذكر بذلك قول الامام علي (ع) : ( اعمل لدنياك كانك تعيش ابداً واعمل لاخرتك كانك تموت غداً) اذن لابد ان نعمل للاخرة ولاننسى نصيبنا في الدنيا.
لذا فالانسان مامور بان يحافظ على حياته التي كرمها الله وامر الملائكة بالسجود لابينا ادم وكذلك المحافظة على ارواح الناس والتصدي لكل من يعرض البشر للقتل والترويع والفناء ويعاقب على ذلك بنصوص قرانية واضحة واحاديث نبوية متواترة وبنفس الوقت يشد على ايدي ويعظم قلوب الذين يسعون الى احترام الحياة والسعي الى المحافظة عليها والذين يجاهدون من اجل حياة حرة كريمة يعيش فيها الانسان معززا ومكرما ويناضل من اجلها.
جاءَ الإسلام مؤكداً على قيمة الإنسان، ورِفعة شأنه، وعَظَمة رِسالته في الأرض باعتباره خليفة الله في الارض لم يُشعر الإنسان بأنه نتاج خطيئة ستبقى ملازمةً له إلى أن يفنى. بل أثبت بأنه الأسمى الذي خُلِق في أحسن تقويم.
الإسلام هوَ الرِّسالة الخالِدة التي لن يستقيم كوكبنا إلا بها وستحكم هذه الشريعة العالم نحو حياة امنة مستقرة ضد الظلم والعدوان والاستهتار فالحمد لله على نِعمة الإسلام .