أذكر بعد بضع سنوات من الاحتلال للعراق، طلبت مني إحدى الزميلات أن أتعاون معها، بصفتي من المتخصصين في الثقافة والإعلام، لجمع أكثر عدد ممكن من المفردات والإصطلاحات الغريبة على أذان مجتمعنا التي ظهرت بعد الاحتلال، في وسائل الإعلام والصحافة مثلاً، وذلك لغرض ضمها في بحث دراسي أكاديمي خاص لها، فجمعت لها كلمات كثيرة وقتذاك.. وأنتهى الموضوع.
أتذكر هذا، ونحن في عام 2023? وقد أمتلأت حياتنا الآن بعشرات (المفردات) الهابطة والسخيفة، التي دخلت قاموسنا الاجتماعي والسياسي اليومي منها على الإطلاق.. وأخرها مفردة (محتوى هابط) وما زالت تتوالى على رؤوسنا!! أي سخافة هذه نحن نعيشها اليوم من مفردات وتقاليد في الإنحطاط الأخلاقي والإعلامي الذي يخدش الحياء على المستوى العام، بحيث بدأنا لا نستطيع أن نغلق أبواب بيوتنا بوجه رياح هذه السخافات والإنحلالات المتسارعة التي تحاول إقتلاع أبواب مبادئنا وأخلاقنا الوطنية والإنسانية الراسخة.. فأين ما نولي وجوهنا فثم (محتوى هابط) في وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، وللأسف الشديد البعض ذهب “طوعاً أو كرهاً” مع أدراج الرياح العاتية، والبعض الأخر يتحدى ذلك.. ولكن إلى متى وكيف..؟! لقد سئمنا جداً العيش مع أصحاب هذه المحتويات الهابطة التي تغذيها بالتأكيد جهات منتفعة وساندة لها، لا تخش القانون ولا تحمل ذرة الإنسانية في ضميرها.. تباً لهم ولمحتوياتهم السخيفة.