يقال ان احد رؤساء الدول المتحضرة تلقى عدد من شكاوى المواطنين من طفح قاذوري تعاني منه العاصمة وبقية المدن الكبرى .. فشكل وفودا متخصصة سرية لزيارة المؤسسات والدخول المباشر بلا استئذان الى صحيات المؤسسات قبل أي شيء اخر .. سيما الخدمية منها ( تواليت وحمام ومطبخ والأماكن المخصصة لجمع المخلفات وكذلك مراقبة العاملين بها والمسؤولين عنها ) .. وقد وجدوا ان هذه الإمكان لا تمتلك المعايير المهنية والصحية المطلوبة لاداء واجبها بشكل صحيح وبعد ان اتخذ القرارات والعلاجات وتخصيص العلاجات الناجعة انتهى كل شيء .

فيما نسمع ونرى بعض الخطوات التي تبحث عن اصلاح من قبل حكومة السيد محمد السوداني المحترم .. نامل ان يلتفت الى ملفات غاية بالاهمية تتعلق بالنظافة الظاهرية والحضارة الجوهرية من قبيل نظافة الشوارع والمدن والمؤسسات .. وذلك يعد جزء من الإجراءات التي لا تتطلب موافقات برلمانية ولا توافقات حزبية وكتلوية ولا إقرار ميزانية ولا صلاحيات استثنائية ولا قرارات دولية ..
فعملية نظافة الشوارع والساحات في ظل وجود الإمكانات والملاكات ( حد الفائضة ) والاموال الطائلة . لا تستلزم سوى إجراءات سريعة وقرارات ملزمة ورقابة صارمة تفرض على الجهات المعنية بضرورة تغيير الأساليب الرتيبة والتقليدية والفاسدة … باي منها ما كان سائدا واوصلنا الى هذه الحالة .. فحال العاصمة بغداد وبقية المدن يتطلب تغييرا في العقليات والأدوات والأساليب والخطط اكثر من تغير الأسماء والعناوين .
فالنظافة جزء من الايمان وهي هوية الوطن والمواطن والتعبير الفعلي والعلمي عما نمتلكه من خزين ووجه حضاري وايمان عقائدي حقيقي وليس ظاهري .. بصورة تجعل من الحكومة ومؤسساتها امام مسؤولية أخلاقية وشرعية ووطنية .. عن الالمام بملف النظافة ومتابعته من قبل اعلى المستويات ..
ففي الدول المتحضرة نظافة المدن تبدا ليلا واثناء خفت الحركة وزحمة المرور كي تتاح حرية العمل .. ويتم تعيين عمال نظافة ممن يتمتعون بمهنية عالية ويتشرفون بشرف الخدمة المجتمعية .. مقابل تخصيص رواتب مجزية لهم .. وعملهم يكون بزي موحد ويتمتعون باعلى درجات الوعي ويمارسوا أعمالهم جهرا وفخرا واعتزازا بلتك الخدمة الوطنية ومن دون الإحساس بالدونية والحياء .. ومن لا يشعر بذلك ينقل الى دوائر أخرى .. كذلك ينبغي دعمهم بالحوافز والتشجيع الدائم المعنوي والمادي ..وما يتطلب تزويدهم بدورات تثقيفية الزامية شهرية واسبوعية بل ويومية معززة بحوافز تشجيعية لما يعنيه العمل في هذه الدوائر وما يتحملون من مسؤولية .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *