يقول وزير الخارجية الأمريكي الأسبق و ثعلب الدبلوماسية الأمريكية، الصهيوني ذو الأصول الألمانية في كتابه ( **الدبلوماسية)**: إنَّ الاستراتيجية الأمريكية في العالم لا تقوم بحلِّ المشاكل الدولية الاستراتيجية في العالم، بل تسعى إلى استغلالها و توظيفها لخدمة المصالح الأمريكية)، وهكذا كان الدور الأمريكي في الشرق الأوسط..
وأخيرًا فجَّرت الأفَّاقة هيلارى كلينتون هذه المِثلية العجوز مفاجأةً في كتاب مذكراتها ((كلمة السر 360)) المطروح مؤخَّرًا بأمريكا قالت:
دخلنا الحرب العراقية و الليبية و السورية و كلُّ شيءٍ كان على ما يرام و جيد جدًّا،
و فجأةً قامت ثورة شعب مصر ٦/٣٠ و ٧/٣ فى مصر
وأطاحوا بالرئيس (محمد مرسي) والإخوان، و كلُّ شيءٍ تغيَّر فى خلال 72 ساعة.
كنَّا على اتفاقٍ مع إخوان مصر على إعلان (دولة اسلامية) فى سيناء و إعطائها لحماس و جزءًا لإسرائيل لحمايتها، و انضمام حلايب و شلاتين إلى السودان، و فتح الحدود مع ليبيا من ناحية السلوم..
تمَّ الإتفاقُ على إعلان (الدولة الإسلامية) يوم 2013/7/5
و كنَّا ننتظر الإعلان عنها لكي تعترف أمريكا و أوروبا بها فورًا ….
و تقول هيلاري:-
كنتُ قد زرتُ (112) دولةً فى العالم من أجل شرح الوضع الأمريكي مع مصر، و تمَّ الإتفاقُ مع بعض الدول الأصدقاء بالإعتراف ب (الدولة الإسلامية) حالَ إعلانِها فورًا
*و فجأةً* تحطَّم كلُّ شيءٍ..
كلُّ شيءٍ كُسِرَ أمامَ أعينِنا بدونِ سابقِ إنذارٍ..
فكَّرنا فى استخدام القوة، *و لكن* مصر ليست سوريا أو ليبيا .
جيشُ مصرَ قويٌّ للغايةِ، وشعبُ مصرَ لن يتركَ جيشَه وحدَه أبدًا..
وعندما تحرَّكنا بعددٍ من قِطَعِ الأسطولِ الأمريكي ناحيةَ الإسكندرية تمَّ رصدنا من قبل سربِ غواصات حديثة جدًّا يطلق عليها (ذئاب البحر 21 ) و هي مجهَّزة بأحدث الأسلحة و الرصد و التتبع،
و عندما حاولنا الإقتراب من قُبالةِ البحر الأحمر فوجئنا بسرب طائرات (ميغ 21) الروسية القديمة.
ولكن الأغرب أن رادارتنا لم تكتشفها من أين أتت؟ وأين ذهبت بعد ذلك؟. ففضَّلنا الرجوع مرةً أخرى..
إزدادَ إلتفافُ الشعب المصري مع جيشه، و تحرَّكت الصين و روسيا رافضينَ هذا الوضع، و تمَّ رجوع قطع الأسطول و إلى الآن لانعرف كيف نتعامل مع مصر وجيشها.
وتقول هيلاري:
إذا إستخدمنا القوة ضد مصرَ خسرنا..
وإذا تركنا مصرَ خسرنا شيئًا فى غاية الصعوبة..
مصرُ هي قلبُ العالم العربى والإسلامي ومن خلال سيطرتنا عليها من خلال (الإخوان المسلمين) عن طريق مايسمى (الدولة الاسلامية) وكان بعد ذلك سيتمُّ
تقسيمها، ثمَّ سيتمُّ التوجُّه بعد ذلك لدول الخليح و كانت أول دولة مهيَّأةً هي: الكويت عن طريق أعواننا هناك من الإخوان، ثمَّ السعودية ثمَّ الإمارات، فالبحرين و عمان، و بعد ذلك يُعادُ تقسيمُ المنطقةِ العربية بالكامل بما تشمله بقية الدول العربية ودول المغرب العربي، وتُصبح السيطرة لنا بالكامل خاصة على منابع النفط والمنافذ البحرية..
*نقول:*
أدركَت السعوديةُ التي تتزعم مجلس التعاون الخليجي الاستراتيجية الأمريكية الجديدة التي رسمها مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق بريجنسكي، و أطَّرت تفاصيلها وزيرة الخارجية الأمريكية الأسبق (كونداليزا رايس) والتي أطلقت استراتيجية ( **الفوضى الخلَّاقة*)* ، وقادت عمليات تنفيذها ابتداءً من تونس و مرورًا ب ليبيا و سوريا و اليمن و مصر و السودان..
*الآن*، بدأ الخليجيون بالخروج من العباءة الأمريكية و مد جسور العلاقات المتوازنة مع الصين و روسيا و تعميق علاقاتها مع الهند و أوربا، و إيجاد تفاهمات مع الخصم الاستراتيجي إيران تحت مظلة التنِّين الصيني..
*الآن* حوَّلت أمريكا مرتكزاتها على قدمين في الشرق الأوسط هما إسرائيل و العراق، معتمدةً على زواج كاثوليكي مع اسرائيل، و زواج إجباري من العراق تحت قوة تواجدها في العراق و سوريا و الأردن و الخليج بالإضافة إلى الابتزاز المالي و الاقتصادي بالتحكُّم بالدولار والحوالات المالية..
والمخفي عن العراقيين أنَّ الإدارة الأمريكية تتحكَّمُ بالسياسات العراقية و تتلاعب بولاءات السياسيين بفِعلِ ملفات الفضائح المالية و السياسية و الاخلاقية التي تمتلكها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ..
*الخلاصة*
لن يتغيَّرَ وضعُ العراقِ مادامَ الشعبُ مُغَيَّبٌ عن المطالبةِ بحقوقهِ في التغييرِ والإصلاحِ، و مادامت الأحزابُ و الكتلُ في جيب أمريكا حتى مَن كانت ماركتهم إيران أو السعودية أو قطر أو الإمارات أو تركيا..
ربَّنا أخرِجنا من بينِ أيدي الكافرينَ سالمينَ مُنتصرينَ..
البروفيسور د. ضياء وأجد المهندس
مجلس الخبراء العراقي