كتاب جديد ، صدر في بغداد عن الشاعر الكبير حميد سعيد ، انجزه ناقد عرف بصدقيته الثقافية ، والحياد بما يكتب بضمير ابيض في تحليله للعمل الأدبي حيث يتحرى العدل في أحكامه، مبتعدا عن العاطفة والمؤثرات الشخصية .. يحتكم إلى الذوق الأدبي السليم، بعيدا عن التعصب ، إنه الناقد محمد صابر عبيد ، والكتاب حمل عنوان (التحليق خارج السرب/ حميد سعيد، شخصية الشاعر وشخصية القصيدة) بواقع ٢١٠ صفحات.
ضمّ الكتاب دراسة عن التشكيل الشعري للقصيدة، وجماليات التشكيل العنواني من حيث المعنى الشعري وتحوّلات العلامة السيميائية، والسيرة الذاتية للقصيدة : أسرار الكتابة الشعرية، الرؤيا والكشف، فضلاً عن المقدمة التي عرض فيها المؤلف دوافع دراسته وتوجهاتها.
هذا الكتاب ، مع عشرات الكتب التي صدرت عن التجربة الثرة والدراسات التي تناولت السيرة الشعرية والانسانية للشاعر البهي حميد سعيد ، الذي اصبح اسمه في الخارطة الشعرية العربية ، دلالة على كنز المعرفة والثقافة والنبوغ ، فهو نخلة عراقية، دائمة الثمر ، اودعت فيه الحياة كل الطاقات المذهلة لتحقق شيئاً عظيماً هو موسوعتيه الانسانية والشعرية، وذاكرته وأسلوبه في الحياة وحبه ومساعدته ، للجميع التي اصبحت حديث كارهيه من عمي العيون والوجدان ، قبل محبيه الذين عرفوا مكانته الانسانية .
كان هذا الاصدار الجديد ، مناسبة ، لأمد يدي الى رفوف مكتبتي ، لأستل منها العدد 153 الصادر في 24 شباط سنة 2000 من المطبوعة الشهيرة “مجلة الاهرام العربي” التي تصدر عن دار “الاهرام” في القاهرة ، وفيها لقاء مع الشاعر حميد سعيد قال فيه: ( انا ابدو متواضعا ، ولكني في داخلي لست كذلك ، أنا اعرف ماذا حققت في الشعر ، مع ذلك ، لازلتُ أعمل وابحث ، واعتقد انه خلال الرحلة السابقة ، منذ بداياتي وحتى الوقت الراهن ( عام 2000 ) استطعت ان احقق ما ينبغي للفنان الحقيقي ان يحققه ) وعن سؤال المجلة: كيف ترى المستقبل العراقي من خلال نبوءة شاعر ؟ قال : اتحدث بوعي الانسان ، وليس نبوءة الشاعر فحسب ، واقول ان بلادا تمتد الحياة الانسانية فيها الى نحو عشرة آلاف عام ، وتمتد حضارتها الى سبعة آلاف عام تعرف كيف تصنع مستقبلها ، وتعرف كيف تواجه الصعاب والتحديات والمخاطر والعدوان ، وان بلادا ( عربت وعرقّت ) اشرس الغزاة الذين حاولوا وأد الحياة فيها ، ونقلتهم من عتمة التخلف الى نور الايمان والحضارة والتمدن . ويكفي ان نتذكر ” هولاكو” بعد ان دمر بغداد ، لكننا ما نزال نرى النشاط الثقافي متواصلاً ، وتوازنت الحياة واستعادت بغداد حضورها البارز..)
مرحى للعراق شاعره الكبير ، المجدد حميد سعيد ، وشكرا للأيادي النقية التي تستذكر الرموز بحب وألق .
[email protected]