كلما جاء موعد برنامج ( قلبي إطمأن) أشعر أن الحياة لازالت بخير وأن الناس للناس حقا ( قولاً وفعلاً) ولكن مايؤسفني أنا كإنسان عراقي هو أنني لا أستطيع المشاركة في هذا البرنامج من الناحية العملية أو الفعلية لأنني لا أتمكن من تقديم يد العون المادي أو المعنوي للمحتاجين في هذا الوطن العربي الكبير. أتأسف أيضاً لأنني مهما قلتُ أو خاطبتُ من له سلطة في هذا البلد – العراق – فلن تصل إليهِ كلماتي وحتى إن وصلت-فلن يهتم لتلك الكلمات الصادرة بصدقٍ من أعماق روحي وقلبي ولن يساهم في صناعة حدث يجلجل الروح الإنسانية في مناطق نائية كما يفعل ( غيث ورفاقهِ). أحياناً أربط أحداث البرنامج بأحداثٍ متشابهة تتعلق ببلدي والقرى المنتشرة على أرض العراق.أحياناً أقارن العمل الذي قام به غيث وفريق عملهِ حينما غيروا القرى التي زاروها في السودان وكيف تحولت حياة البؤساء إلى حُلم أخضر بكل ماتعنيه هذه العبارة من مدلول لغوي – حلم لم يكن يخطر على ذهن أي فردٍ من أفراد تلك القرى. ماذا لو بادر كل ثري في العراق – أقصد من لديه اكثر من مليار دولار أمريكي – وأغلبهم سرقوه من أعمال الفساد والرشوة إن لم أقل كلهم – بادر لبناء قرية واحدة من قرى العراق المحتاجة أو أية قرية من القرى المحتاجة– كما في حالة قرية الدريش في السودان- عندها ستتغير حالة أفراد كثيرون كانوا لايملكون أبسط مقومات الحياة للإنسان . في مناسبةٍ ما سمعتُ (مشعان الجبوري) السياسي العراقي يتحدث عن المليارات التي سرقها البعض من النفط والرشاوي المختلفة – شعرتُ بالعار لأن هناك إنسان يملك كل تلك الأموال المهولة ولايفكر بالفقير في أية بقعة على أرض الوطن العربي الفسيح , ماذا لو قام مشعان وزملاءه السياسيون بصناعة برنامج على غرار برنامج غيث وأغاثوا الفقراء على أرض العراق والدول العربية الأخرى. ماذا لو شيدوا المدارس والمراكز الصحية والخدمات الأجتماعية الأخرى لتحولت الأرض إلى أحلام خضراء وسعادة تزور ملايين المنازل البائسة ولكن طمع وجشع الإنسان أعمى بصيرتهُ , ومع هذا وذاك فأنهم أي الأغنياء الأثرياء لايفعلون أي شيء وكأنهم يعيشون في كوكبٍ آخر ليس له عِلاقة بالأرض التي يعيش عليها الفقراء. أنا كفرد لا أستطيع تقديم أي شيء للفقراء وأنا أتابع برنامج قلبي إطمأن إلا أن أذرف الدموع بسخاء على تلك الحالة المأساوية التي يعيشها الفقراء في قرية الدريش وغيرها من القرى التي زارها غيث وفريقهُ ولا أستطيع فعل أي شيء إلا أن أخط هذه الكلمات فمن يدري لعل إنسان ثري شريف في هذا العالم يطالع كلماتي ويتحفز للمشاركة في مساعدة الفقراء على أيةِ بقعة من بقاع هذا العالم الفسيح. اللهم ساعد كل من ساعد على إنتاج وتقديم قلبي إطمأن – وهنيئاً لكم عملكم عند الله.