صحيح ان شهر رمضان الكريم هو شهر قداسات وطقوس وشعائر دينية معينة تبدا بالصيام لمدة محدودة وبفريضة واجبة ولا ينتهي يومه ولياليه الا بصلوت وادعية وقراءات قربة الى الله جل وعلا ..
لكن في الجانب الاجتماعي يبقى شهر الله رسالة سماوية أخلاقية تعاملية اكثر من جوهرها التعبدي .. اذ ان الله جل وعلا هو غني عن العباد بكل احواله وما خلق واوجب وفرض الا لصالح الانسان الذي كرمه من عنده وبعث لاصالحه انبيائه ورسله وكتبه وسخر ملائكته وجميع مخلوقاته لخدمته واتمام امتحانه في هذه الدنيا التي تعد مرحلة فانية على طريق الخلود والبقاء الابدي حيث كنف الرحمن .
يمر الشهر الكريم على امتنا الإسلامية كما كل شهر وخلال قرون وعقود خلت … دائمة الامتحان والعسر والايام العصيبة على عموم الشعب والأمة عامة ولا اقصد الميسورين بكل عناوينهم من تفضل عليهم الله بجود كرمه .. واوجب عليهم النظر الى اخوتهم في الدين والإنسانية والخلق وان يمدوهم بما يستطيعون الى ذلك سبيلا ..
ذلك على مستوى الفرد وكجزء من القاعدة الإسلامية التي تسمى الزكاة والصداق فضلا عن التعاون على البر والتقوى والتواصل والتراحم وغير ذلك الكثير من وصايا الرب وحكم الأنبياء ورسئال المعنين التربوية والاجتماعية والدينية .
اما ما يخص الحكومات فان الإسلام اوجب عليهم التفان والإخلاص بخدمة المواطنين سيما فقراء الامة ومعوزيها ممن عصفت بهم ظروف مختلفة وكانوا هم المضحين بكل الأحوال والازمان هم ومن قبلهم ابائهم واجدادهم … اذ لم يورثوا سوى حب الوطن والتضحية والفداء له بالغالي والنفيس .. مما اوجب على الحكومات والحكام والميسورين ان يقدموا كل ما يتمكنوا منه في هذه الأيام السماوية القدسية المباركة قربة الى الله وبنوايا حسنة لا يردون منها الا وجهه فافضل الاعمال العبادات عند الله هو البر في السر ..
كم كنت أتمنى ان تبادر حكومتنا الموقرة في الشهر الفضيل بتقديم هدايا رمضانية خاصة ينتظرها المستحقون بمواقع شتى .. من تقديم وجبات وسلات غذائية وحصص تموينية إضافية مع رواتب اجتماعية ومكاسب شعبية أخرى متعددة اذا ما كانت لوجه الله بعيدا عن جوانب انتخابية او إعلانية ستكون هي البلسم الشافي لجرح دام مع تطيب الخواطر والضمائر والقلوب فضلا عما كان لله ينمو وببنائه يزدهر الوطن ويرقى المواطن !