( اقرا ) .. اول وحي سماوي امتزج بروح وفكر النوبة المباركة للمصطفى محمد (ص) . وقد توقفت كثيرا في معنى ودلالة هذا الخطاب المقدس .. فقرات عن الكثير ممن تمعن بقراءة ودراسة التاريخ قد تغيرت عندهم المفاهيم وتحكرت عن مواقعها الثابتة والراسخة وراثيا وتقليديا . !
( مايك تايسون الملاكم الأمريكي الذي غير اسمه الى ( مالك ) بعد اشهار اسلامه واليمني نسيم حميد اللذان سيطرا على الساحة العالمية بضرباتهم وحركاتهم سيما البهلوانية منها مما جعل اخبارهم تضاهي وتنافس جماهيرا حتى لعبة كرة القدم ) … يعدان آخر جيل عمالقة الملاكمة التي غطت على الساحة الرياضية ونجحت الماكنة الإعلامية في نشرها وهيمنتها على الاخبار العالمية أواخر عقود القرن المنصرم تلك الفترة التي شهدت عديد الثورات وتغير الانظمة السياسية في الوطن العربي وبعدها ما عرف بالربيع المبستر في الاروقة والدهاليز المعمقة والمعتقة .
الغريب في أمر لعبة الملاكمة انها تكاد تكون قد خفتت ولم نعد نسمع عن نزالات من الوزن الثقيل او الخفيف ولا حتى على مشارف البحر المتوسط .. على ما يبدو ان شبكات التواصل والفيس بوك والتكتك .. افرغت جيوب القفازات كبديل جاهز وجذاب واكثر انتشارا ومضمونا من بقية الصناعات الكارتونية في حسابات الغرف المظلمة .

ولد كاسيوس كلاي عام 1942 لأسرة افريقية فقيرة في مدينة كنتاكي الامريكية بعد شهرته كرافض للجندية الامريكية وعدم مشترك بالحرب في فيتنام وبروزه بطلا عالميا للملاكمة عام 1964 ذلك ما اشتهر بدايات تالقه على المستوى العالمي الذي توج بإعلان اشهار اسلامه وتغير اسمه من ( كاسيوس ) الى ( محمد علي ) .. ذلك الاسم المركب والمنتقى بعناية فائقة لاعظم اسمين في العالم الإسلامي والذي لا يشير الى مجرد تبديل اسم بل يحمل مضمون رسالة واضحة المعالم بما للاسمين من دلالة في العالم الإسلامي كافة .
( محمد علي ) كانت له مواقف سياسية ظاهرة وربما مستترة .. اذ حمل رسائل وادى مهام إنسانية واجتماعية عالمية كما قدم دعما كبيرا للسود ودافع عن الفقراء .. وله موقف شهير اثناء ازمة الكويت عام 1990 فقد توسط لدى الرئيس العراقي صدام حسين ونجح باطلاق سراح نحو خمسة آلاف أجنبي احتجزوا كرهائن في بغداد .. كما انه زار اغلب المشاهد والاضرحة الإسلامية المقدسة بمختلف بيئاتها المتعددة .
بعد ثورة تموز 1968 في العراق وفيما كانت الاضطرابات السياسية تضرب الواقع العراقي سلطت وسائل اللاعلام العربية والعالمية والعراقية الضوء بشكل ملفة ومثير ومكثف على بطولات المصارعة الحرة وظهور العراقي ( عدنان القيسي ) بطلا عالميا يدك العروش والابطال بصورة عجيبة غريبة شدت الجماهير التي لم يعد يهمها امن ولا سياسة ولا اقتصاد ولا عقيدة … اكثر من متابعة البطل القيسي الذي انتصر على عتاة وابطال العالم الغربي والامبريالي والكافر … كما كان تنشر وسائل الاعلام ودعايات ذلك الوقت .. وفي عام 2009 دعت وزارة الشباب والرياضة كافة الابطال الرياضيين المغتربين لزيارة العراق والعمل على نهوض الواقع الرياضي وقد فوجئنا بوصول البطل عدنان القيسي مع الواصلين بعد ان هاجر الى الولايات المتحدة الامريكية بعد انتهاء فاصل المصارعة .. وقد التقيته فوجدته ( جنتلمان ضخم بعقوده الثمان وبعينيه الزرقاويتين وبشرته الأقرب للشقار ) وسالته سريعا عن تلك المرحلة فضحك بابتسامة قائلا : ( لم يكن لنا يد .. انها السياسة يا أستاذ ) . !

انتقل محمد علي كلاي الى رحمة ربه في 3 حزيران/ يونيو 2016 بعد معاناة مع المرض . وقد نشرت الصحف صورًا مكللة بالورود وعليه علم تركيا وعلم مقاطعة ويلز البريطانية في تعبير واضح بان المشيعين يمثلون مختلف التوجهات والأديان والأعراق والأصول. وقد شارك الرئيسان الأمريكي كلنتون والتركي طيب اردوغان بالتشييع والصلاة على الجنازة .. ونشرت وكالة أنباء “بلومبيرغ نيوز” الدولية للرئيس اردوغان كلام بالمناسبة جاء فيه : ( إن الأفكار التي طرحها أسطورة الملاكمة الأمريكي محمد علي كلاي، في الحرية والمساواة ورفض الحرب حية حتى يومنا هذا .. ) !
يذكر بان رحمان علي شقيق الملاكم الراحل صرح لصحيفة (صن) البريطانية أنه أوصى ان تكتب على قبره عباره للمناضل الشهير مارتن لوثر : ( حاولت أن أحب الإنسانية وأخدمها فعلاً وأن أطعم الجياع وأكسو العراة).

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *