من يفكر بالدين تفكيراً عقلانياً وجودياً مؤمناً يُتهم بالإلحاد
ومن يتوغل بفكرهِ الى مستوى من المنسوب السائد من حولهِ يعيش غربة مثقف . ولا يحق له المفاضلة بين الدين الأخلاقي والدين التجاري بين حزن المعرفة وسعادة الجهل لأنه يعيش حسرة خسارته الفكرية او كعقلٍ تنويري وسط تيار هيجان القطيع الثائر لا يؤمن بالحوار والأساليب النقدية كمعينٍ لبناء أمةٍ أو دولة وفق الفكر الإنساني .
أن مشاركة المثقف لأفراح الجهل وأتراح قادتها سيكون بمثابة تسوية لا واعية لما سيؤود أمر موافقته على ما لا يتفق معه . لذلك يبقى الصراع بين ارضاء عقلهِ من ناحية وأرضاء كيانه الأجتماعي من ناحيةٍ أخرى صراع لا بد أن يحسم بخيار محدد أما بتغيب وعيهِ وفكرهِ والأنخراط مع القطيع أو الخروج الى القطيع بكيانهِ الخاص .
أن لأمرٍ رهيب أن تلتزم الصمت بينما لديك الكثير لتقوله وتكتشف أن ما تؤمن به هو وهم ميتافيزيقي ذيلي بل أكذوبة يخلقه المرء الساذج لنفسهِ من داء وجودهِ الناقص بفعل تأثير الدين التجاري الذي يعتمد على شيوع الثقافات الميثولوجية التي تنبثق منها الشعارا ت والطقوس والأدعية وإقامة الصلواة المصطنعة لطلب نعيم قطعي تزمتي لا يعترف بالدين الأخلاقي الذي لا ينتظر المعونة من ملائكة خارجة عن الطبيعة .
علينا أن ندرك أن الله هو المشرع الأسمى لقانون الأخلاق في دواخلنا . وأن الوهم التعصب الديني هو موت غير أخلاقي للعقل . وأن الأيمان الحر لا يحتاج الى مرشدين بجلباب التسلطِ و النفعية . أن الأيمان الحر نابع من نقاء الذات وفكر متحول يؤمن بأن الأخلاق تسبق العبادات
لأن
” الصلاة لا تغير الله ولكن تغير من يصلي له “( كيركجارد)
وللتاريخ شواهد التغير الذي أنتجه الدين التجاري اللا أخلاقي جراء الإستبداد والتحريض العامة على قتل الخلفاء و ذبح الأمام الحسين قتل المؤرخ الطبري صلب بليع الأرض خبيب بن عدي وعزلة المعري وسفك دم جابر بن حيان و نفي أبن المنمر وحرق كتب الغزالي وأبن رشد والأصفهاني وكفروا الفلاسفة كالفارابي والرازي أبن الفارض وابن سينا والكندي وقتل السهروردي و تقطيع جسد أبن المقفع ذبح الجعد بن درهم وتعليق رأس أحمد بن نصر قطع لسانه وحرق بن الخطيب وكثيرون . ناهيك عن ما فعلته رجالات الآلهة والكنيسة بفلاسفة وعباقرة التاريخ من قتلٍ مروراً بسقراط الى جوردانو برونو …وبضميرٍ مرتاح…..وأخيراً
ولا يمكن إقامة دولة إلهية على الأرض إلا بوجود دين أممي موحد بعيداً عن ماورائيات وخرافات موظفي السماء والسلطة الغيبية التي تنتج منابر الرياء..

 

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *