أرومُ امتشاقَ الأماني من أعذاقِ السّماءِ لأسافرَ حرّةً بلا قيودٍ مع الخيال. النورُ أمامي فيضُ نجومٍ والفجرُ انبلاجُ أملٍ، زوّادتي أجنحةُ هروبٍ وملاذي انعتاقٌ. أمنّي الرّوحَ بأنْ أتركَ خلفي السرابَ المغموسَ بلألاءِ الوهمِ، المكفّنَ بمناديلِ الدمعِ والدّمِ، الملوّثَ بلهاثِ النّدمِ ليشحذ خيالي صخبَ هديرِ بحرٍ المركبُ فيه نجاةٌ، شراعُه ذراعا حبيبٍ مجهولٍ، ربما هو مكتومُ القيدِ فخيالي لا يمنحُ حقّ اللّجوءِ إلى عالمي جِزافا!

مركبٌ أشيّدُه من بقايا ركامٍ، فمهما بدتْ أمامي الطّبيعةُ ميتةً، مهما تراءت الأطيافُ لي حاملةً لنعشِ جزيرةٍ مهجورةٍ خَلَتْ منها أصواتُ الطّيورِ، سأنعشُها بخيالي وبه سأرمّمُ واقعي المبتلى بلعناتِ الأساطيرِ وتحكّمِ آلهتِها، خيالي سيولمُ القصصَ المتهالكةَ ليبنيَ مدينتَهُ الفاضلةَ على أنقاضِ عظامِها المهترئةِ المتحلّلةِ، كلّ ما أخشاهُ أن يعجزَ الفكرُ عن التّحكّمِ بمركبتِه في مواجهةِ صواعقِ الويلاتِ، حينها فقط سأعتكفُ هناكَ في صومعةِ التّجليّ لأصلّيَ صلاةَ الاستشفاءِ من واقعٍ لا يحتملُه عقلٌ ولا تبرّرُه إنسانيّةٌ، هي الأخرى مرتهنة بالزّوالِ.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *