العالم يعتبر البحث العلمي الأساس الحقيقي للتطور والتقدم على جميع المستويات. ومع ذلك، فإن تطبيق هذا المفهوم في العراق يعاني من العديد من الضعف والسلبيات وخاصة فيما يتعلق بالاهتمام بجودة البحث ونزاهته.

في العراق، يعاني البحث العلمي والدراسات العلمية من قلة الاهتمام والاستثمار وخاصة في المجالات التي تهم المجتمع مثل الطاقة النظيفة والزراعة والبيئة والتمويل والنزاهة والاقتصاد. وسبب هذا الحالة هو انعدام الثقة باهميته ونتائجه وفقدان الدوافع لحل مشاكل البلد الاقتصادية والاجتماعية.

ومع ذلك، فإن ضعف البحث العلمي ليس فقط بسبب انعدام اهميته وضعف جودة نتائجه، ولكن أيضا بسبب التلاعب والغش والنشر الزائف. فمن الصعب أن تثق بالنتائج المعلنة في بحث علمي يتم طرحه في المجلات العلمية، وذلك لأن الكثير من الباحثين يقومون باختلاق النتائج أو الاستلال من البحوث الأخرى او تحويرها دون الإشارة إلى المصدر، مما يؤدي إلى النشر الزائف، وهدفهم في ذلك الترقية العلمية او الحصول على الشهادة دون ادنى اعتبار للممارسة النزيهة والاسلوب الصحيح لاجراء البحث او الدراسة.

هذا السلوك لايؤدي إلى أي فائدة للعراق ولا يؤدي إلى أي تطور علمي فعلي، بل إلى إيجاد بيئة مثبطة للباحثين الحقيقيين الذين يريدون فعلا العمل على إثراء المعارف الهامة وتقديم الدراسات التي تعود بالفائدة في حياة العراقيين. لذلك، يجب أن ينظر بعين الاعتبار الأثر الذي يتركه البحث العلمي على المجتمع في المستقبل.

بشكل عام، يجب على العراق أن يستثمر في البحث العلمي بشكل مستمر وان تكون له ميزانية واموال حكومية ملائمة، وأن يتخذ إجراءات لحماية البحث العلمي من التلاعب والغش والنشر الزائف، وتحفيز الباحثين على العمل على مشروعات تعود بالفائدة الملموسة للمجتمع، وزيادة التبادل المعرفي البناء مع الجهات والمؤسسات العلمية العالمية. من خلال ذلك، سيكون هناك تطور ونمو في مجال العلوم والتكنولوجيا في العراق، والذي يمكنه ان يؤدي الى تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية للمواطنين على المدى الطويل.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *