تمدد على سريره يضحك بصوت مكتوم وعيناه مغرورقتان بدموع تسللت من تحت نظارته على خديه قطرات كبيرة، دخل حفيده حمزة يستفسر عما أضحك جده الذي قلما شهده يضحك، رد عليه الجد:

تذكرت مشهد عم سيدنا الرسول الحمزة وهو يلطم وجه أبو لهب، وتعليق هند على موقفه “حمزة صياد الأسود”…تذكرت شجاعة صياد الأسود وهو يجاهر بإسلامه وسط مكة قريش التي تعذب المسلمين.

– لكن يا جدي ما الذي يضحكك، هو موقف بطولي لـ “عميد” المسلمين وقائدهم في جيش الرسالة الإسلامية؟

– المفارقة أنني جدك، اعتقدت أني أشارك في تغيير العالم، اعتقدت أني قائد شجاع أقول ليسمعني الناس ونسير في دروب تحقق التغيير، لكني منزو هنا في غرفتي أتطلع لمصيدة الفئران، اصلي من اصطاده بماء مغلي وارميه في حاوية النفايات.

– لكنك يا جدي تكتب وتدعو الناس للتغيير؟

– لا فائدة يا عزيزي من الكتابة إن لم يكن هناك من يقرأ، ومن يقرأ يفكر بما يجنيه وليس بما يعطيه لقضية يزعم انه يؤمن بها…

– قد يصلون لقناعة الكف عن التطلع لما يجنيه من فائدة لاستحالة جني فائدة شخصية من التدافع عند عتبة السلاطين؟

– زمن طويل انتظرت هذه اللحظة التي لم تأت، لم يعد عندي غير انتظار مصيدة الفئران .. توقفت حتى عن القراءة.

– جدي قد تأتي لحظة اصطياد اللحظة التي لا يتطلع فيها الأخرون لجني مكاسب شخصية، لحظة لا تعود فيها تنتظر لحظة اصطياد فأر، إنما هي لحظة جني التغيير؟؟!

– كما تقول إنها لحظة منتظرة هل سأعيش لأراها؟ هل هناك من يعي كيف يصنعها؟؟

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *