اريد ان اسافر، فهناك طريقان ايهما اسلك فأنا قلق وقلق جداً لماذا لا ادري فحياتي كلها قلق يأس وبؤس احزان لا سعادة فيها واحاسب نفسي مرات عدة في اليوم الواحد وها انا كئيب الهي لا اجد من يرحمني الا انت وانت ارحم الراحمين وكتبت على نفسك الرحمة الاهي رحمتك لا احد يعلم الى اين انا مسافر الا انت انا قاصد بيتك احتمي به من شر نفسي وشر خلقك وانت على كل شيء قدير حان موعد الرحيل ايها القلب الحيران وبدأت الاحزان تستقر على الاشجار كالعصافير واخذت القافلة تستعد للرحيل بكل ما لديها من خبز الاغتراب واغاني الوحدة والاسى والهموم لم يعد امامك ايها القلب الحيران ان تنعم بموسيقى الاستقرار والهدوء والتأمل تحت شجرة التوت او على شاطئ النهر او امام الترعة العكرة الطيبة التي كانت توحي اليك على الدوام بالرضى والسلام ما عدت تستطيع ايها القلب الحيران ان تجلس جلسات الوجد مع الشعراء والشحاذين الروحيين واهل الطريق المسدود والغناء اليائس الطروب حان الوقت ايها القلب الحيران ولابديل هل تكون رحلتك الى الشمال طلباً لكلمة في كتاب او نغمة موسيقية شاردة او بيت من الشعر او خطوط والوان على لوحات تحكي قصص الالام والافراح او تكون الرحلة الى الجنوب ايه القلب وفي الجنوب ذهب وفضة وضمئ دائم لا يرتوي الى الحياة هل تريد الانطلاق والتحرر او تريد المال او تريد الواجب والالتزام واحتمال المسؤولية هل تريد الضرب في الاعماق في الاعماق لتصل الى الابعاد الكاملة في باطن الارض او تريد ان تسافر في المحيطات المجهولة بحثاً عن المغامرات والمفاجئات والكنوز والاساطير يا ايها القلب الحيران يا حبيبي انا معك لا اتخلى عنك في القلق والضياع والبحث عن شاطئ للامان وانا معك لان الحيرة التي انت فيها نبيلة وطيبة ولاني اعرف ان سبب حيرتك هو ان الاسئلة الكبرى ليس لها من جواب ليس هنالك من جواب على سر الوجود وهدفه ليس هناك من جواب على معنى الشقاء الانساني ليس هنالك من جواب على سر رحيل الاحباب فجأه وليس هنالك من جواب على ذبول الزهرة وشيخوخة الوجه الجميل على انني ايه القلب الحيران اقول لك ان العظمة في هذه الدنيا خير من السلامة وسيف الحسين (عليه السلام) خير من جيوش عمر بن سعد الذي قتله في كربلاء اتذكر ماذا قالوا للحسين (عليه السلام) وهو في طريقة الى الاستشهاد قالوا له عد الى المدينة او مكة ففيها السلام لك ولاهلك وليس في كربلاء غير الموت وقالوا له لقد تخلى عنك الاحباب وكثروا الاعداء والموت حولك وتردد الحسين (عليه السلام) لحظة وكان اشبه بمن ينتظر من السماء جواباً يهديه لعله كان ينتظر صوت جده (ص) او صوت ابيه (ع) او صوت فاطمة الزهراء (ع) امه وام سائر الشهداء رفعوا في وجه الحسين (ع) حراباً كثيراً فلم يجزع جزع الجبناء وانما ارتعش رعشة الاصفياء منعوا عنه الماء ولم يحزنهم عطش الصغار واخيراً هدأ عطش الصغار عندما انهمرت الدماء من صدر الحسين (ع) والرماح تغرس اسنانها في الصدر الحنون مات الحسين (ع) شهيداً وضمئاناً على بعد خطى قليلة من ماء كربلاء والدنيا كلها الان ترى هذا الماء جميلاً ونبيلاً لانه الماء الذي شرب من عطش الحسين (ع) كان العطش هو الخلود اما الماء فهو عاله على العطش العظيم فلا تخشى ايه القلب الحيران من شيء ولا تخف فالحقيقة كلها هي الانسان شرفه وعفافة يستطيع الانسان ان يقيم مملكته في اي مكان في الصحراء في القرية في لحظة من لحظات الضمئ مثل ضمئ الحسين (ع) وأطفاله امام مياه كربلاء فحمل مصباحك الصغير ايها القلب الحيران ولا تتردد كثيراً تقدم في شجاعة واتخذ القرار وتخفف من هَم الاختيار وتوكل على الله واستغفره انه غفور رحيم .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *