حينما سمعتً هذه العبارة من السيدة الكبيرة السن التي تسكن قرية “أم خيرين” في مكان مهجور يبعد عن العاصمة الخُرْطُوم 500 كيلوا متر وهي تتحدث بفرح غامر وعامر وسعادة بلا حدود إلى السيد غيث بطل برنامَج قلبي اطمأن شعرت بشعور غريب هو مزيج من الفرح والحزن في نفس الوقت – شعور الفرح لأنني أراقب حالة إنسانية تحمل بين طياتها أعلى درجات الكرم التي يحملها الإنسان تجاه أخيه الإنسان وفي المقابل شعرت بشعور الحزن حينما اربط هذه العبارة مع الواقع المرير الذي يعيشه الشعب العراقي تحت ظل حكومة لا تعرف كيف تجعل شعبها يشبع ضحكا وسعادة على الرغم من الأموال المهولة التي تحصل عليها تلك الحكومة من واردات النفط. الحقيقة أنا شخصيا وعدد كبير جدا آخر من الشعب شبعنا ضحكا ونشبع كل يوم ضحكا حينما نسمع سياسي معين ينتمي إلى حكومتنا وهو يتحدث عن سيادة البلاد أو عن المنجزات العملاقة التي تنوي الحكومة القيام بها لخدمة الشعب العراقي ورفع المستوى المَعِيشي للطبقات المسحوقة وفي نهاية المطاف ماهو الا كلام ليس له أي صحة. ماذا لو قامت الهيئات المسؤلة في العراق على القيام بحملات تشبه الحملات التي يقوم بها غيث وفريقه لبناء المناطق المهجورة في العراق مع العلم أن جزء كبير من الناس يسكنون فيها ويفتقرون إلى كل مقومات الحياة الكريمة التي يحتاجها الإنسان لعاش الشعب في سعادة لا تنتهي ولظل الشعب يضحك بصدق من جرّاءِ الأعمال التي تجعل الفرد العراقي يعيش كما يعيش الفرد في كل الدول المتقدمة. اعرف أن الكثير سيطلق على كلماتي هذه على أنها ضربا من ضروب الخيال. حينما شاهدت نهايات الأعمال التي قام بها غيث وفريقه عرفت أن من يريد أن يصنع الفرحة والسعادة لكل من يحتاجها من البشر يستطيع ولكن عليه أن يكون صادقا مع نفسه وعندها ستكون الأشياء كلها سهلة مهما كانت صعبة عند التنفيذ. سلاما لشعب قرية أم خيرين وسلاما لكل فقراء العراق. تنويه: أعجبني قول الشاعر” للخيرِ أهلٌ لا حدود لجودهم…فالخيرُ غيثٌ مالهُ أوطانُ…علناً وسِراً يُسعفون المُبتلى …ولكلِ قلبٍ حائرٍ أعوانُ.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *