عشرين عام مر على سقوط النظام الدكتاتوري الشمولي الذي دمر البلاد جراء السياسات الرعناء في خوض الحروب العبثية ، بعد ان كان الدينار العراقي قيمته ٣ دولار ماقبل الحرب العراقية الايرانية التي دمرت اقتصاد العراق وبناه التحتية ومن ثم العودة الى ذات الاتفاقية نفسها مرة اخرى وهي اتفاقية الجزائر رغم خسارة كبيرة في الموارد البشرية والمادية ، ما ان لبث عام واحد حتى دخل النظام السابق في متاهة جديدة الى الكويت كغاز ومحتل لها وهي تعتبر من الدول المحمية من قبل اللوبي العالمي واذا بخسارة كبيرة في الجيش والمعدات بعد الانسحاب وفرض حصار دمر كل شيء معنوي ولوجستي ومن ثم الختام وهي الحرب الاخيرة التي جلبت المحتل الامريكي الى المنطقة وبجدارة
ما بعد التاسع من نيسان تنفس الناس الديمقراطية والحرية والبحبوحة الاقتصادية ولكن طبيعة الادارة والنزاع بين الماضي والحاضر والموروث والتعددية والمحاصصة والارهاب الذي فتك بالبلاد والفساد المالي والمشكلات السياسية ادت الى عدم اكتمال بناء مشروع الدولة وهذا طبيعي جدا ضمن نطاق الدول العربية وشعوبها التي يكون تفكيرها قاصرا في اعادة الاعمار ،، بينما المانيا خرجت بخسارة باهضة من اكبر حرب عالمية وليس لديها نفط او غاز فقط فحم حجري لكن اعتمدت على امر اخر وهو ان الحكومة والشعب تعاونوا على برنامج موحد بناء الانسان والطفل والجيل الجديد وجعل المواطن الالماني شخص منتج ومحب لبلده ويشعر بالانتماء تعاون الموظف والمواطن والحكومة من خلال الاكتفاء براتب بسيط يكفي لسد الرمق والدواء والعمل نهارا وليلا والتفكير بمشاريع ستراتيجية عملاقة
( مرسدس وبي ام دبليو وسيمنز وغيرها من المشاريع الالمانية التي تفتخر بها هذه الدولة التي تصنف ضمن الاقتصاديات القوية )
في العراق المسؤول يسرق والموظف يسرق والمواطن يفكر في الوظيفة من اجل السرقة والتخريب وقطع الطرق
وعدم بناء الجيل الجديد بل انهيار للمنظومة القيمية والاخلاقية حتى وصل الادمان على السوشال ميديا جراء عدم وجود شعب منتج الى مغادرة الحياة والعيش فقط في العالم الافتراضي
والجميع يعيش حالة التنمر والمراهقة ووصلت الى حادثة تابعها الجميع ان تقوم الطالبة بصراخ على المربية المدرسة من اجل استرداد جهاز موبايلها لانه تخشى من امور معينة
اذا بقى الوضع هكذا في التربية واستمرار السرقات من قبل الموظفين والمواطنين ايضا سيكون البلد في ضحالة اقسى من السنوات التي عشناها وبجدارة
العراق يحتاج الى صدمة وخاصة الشعب حتى يصحو من الغفلة اعتقد انه يحتاج العودة الى ظروف الحصار لكي يكيف نفسه مرة اخرى على الموجود ويخرج للعمل والانتاج واعادة النظر في سلوكيات الافراد والقوانين وتقنين منصات السوشال ميديا واستخدام الانترنت

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *