بعد القرار الصادر من المحكمة الدولية للتحكيم في باريس المتعلق بايقاف تصدير النفط العراقي من كردستان العراق والتي كانت تقدر 450 الف برميل يوميا وانعكاسات ذلك على سوق البترول العالمي والاسعار. جاءنا قرار حيوي وذو اهمية استثنائية على الرغم من كونه مؤقتا باستئناف تصدير النفط العراقي من ميناء جيهان التركي على قاعدة خدمة مصلحة العراق العليا وعدم الاضرار بها ،وقد جاء القرار بعد محادثات عقدها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ورئيس حكومة الاقليم مسرور البارزاني في بغداد .

مواجهة معوقات

وبكل تاكيد ان هذا الاتفاق بين الاشقاء يؤكد الرغبة الجادة للطرفين المركز والاقليم في مواجهة المعوقات والخلافات باسلوب ودي اخوي يرجح مصلحة العراق العامة ويضعها فوق الاعتبارات الثانوية ويؤكد بشكل حاسم تحكيم الدستور في مواده 111 و 112 بأن الثروات الطبيعية مثل النفط والغاز ملك للشعب العراقي ، ولا يحق لاحد ان ينفرد بادارتها ،على ان تقوم الحكومة الاتحادية بادارة هذا الملف مع مراعاة توزيع الواردات بشكل منصف على جميع المناطق والاقاليم ،وأن اي نص تشريعي اخر يعد عقيما وباطلا ان تعارض معه او مع المصلحة الوطنية التي تنشد قوة العراق ومنعته ورصانة بنيانه وهيكليته الموحدة في جميع اجزائه .على الصعيد ذاته لابد من المضي بتشريع قانون النفط والغاز وكما اكد ذلك السيد رئيس الوزراء ،اذ ان هذا التشريع -القانون يعالج جميع الثغرات والتقاطعات الحاصلة والمسببة للخلافات ، كما يفضي الى تنظيم العلاقات مع شركات النفط البترولية العاملة في العراق ولاسيما بعد استيلائها على ثرواتنا النفطية بلا وجه حق ابدا و منذ عام 2009 حسب جولات التراخيص النفطية سيئة الصيت والتي لم تترجم بنودها الى الان وظلت طي الكتمان وفي اقبية الظلام على الرغم من افتضاح جوانب خفية مهمة منها ومن ابرزها انها غير عادلة وتفرط بحقوق شعبنا العراقي وتمنح شركات التراخيص استحقاقات لاتستحقها اصلا وفي طياتها اجحاف وظلم كبير للشعب العراقي.

ما يهمنا جدا في هذه المقالة ما اكده السيد البارزاني بصدق النوايا التي تكنها اربيل تجاه بغداد- المركز وأن الاتفاق سيعزز العلاقات الاخوية على اسس الدستور والقوانين النافذة . هي فرصة استراتيجية سانحة تفتح الابواب وتحلحل جانبا اساسيا كان مغلقا وتفتت عقدة من العقد والعقبات الكأداء بوجه شعبنا العراقي عربا وأكرادا وتركمان وأقليات.كما يثبت للعالم ان العراقيين وان احتكموا للنوادي الدولية في باريس او غيرها غير ان الارادة الوطنية تحدو مسيرتهم وركبهم نحو الاستقلال الناجز والتفاهم وبلا اشتراطات قسرية من خارج الحدود ..نأمل ان يصبح هذا التوافق نهجا تنسيقيا حكيما ودائما للاشقاء نحو مستقبل واعد يتجاوز جميع العقد والخلافات .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *