تتناول وسائل الإعلام والمواطنون، مفهوم الخطأ الطبي، وتبث أخبار وتُتَناقل أحاديث.. هنا وهناك، أن طبيباً وقع في خطأ طبي.. تعقب ذلك آهاتٌ وحسراتٌ وندبُ حظٍ وتعليقاتٌ وإنتقاداتٌ لمهنةِ الطبِ والتحريض ضد ممتهنيها!

إن الإتهام العلني بالخطأ الطبي.. جزافاً.. هو بحد ذاته خطأ له عقوبته في القانون… في الأصل مهنة الطب محمية؛ لأنها قائمة على حسن النية والإخلاص المطلق والتعهد بعدم الإضرار حتى في العدو! والأمر يرتبط بأصول القانون من ناحية وما يحمل الطبيب من معايير عمل من ناحية أخرى:

اولا: القانون يوجب أن تكون العلاقة عقدية، وبشروط العقد: رضا المريض و محل العمل والمطلوب من العقد والخلو من العيوب.

ثانيا: أما من الطبيب فالمطلوب العلم والمهارة وأخذ الإحتياطات الواجبة والإلتزام بتقديم العناية القصوى.

في الأصل أن الطبيب يلتزم بمجموعتي المعايير القانونية والفنية، محسناً النية.. لا يقصد خطأً أو جنايةً إنما يقدم أقصى العناية بهدف العلاج وما يخرج عن ذلك فهو خاطئ .

تصنف أخطاء الطبيب الى:

أولاً: خطأ الطبيب ممكن أن يكون طبيعياً كأي إنسان آخر يخالف القانون خارج حدود وظيفته أو يستغلها لأمور غير علاجية وهنا يحاسب الطبيب كأي مواطن بل قد تكون مهنته ظرفاً مشدداً عليه.

ثانياً: قد يكون هناك خطأ يخالف دستور السلوك المهني والأخلاق الطبية، وهذه تستحق المساءلة الإنضباطية لمخالفة القسم الطبي، وخاصة أن هناك بعض الأطباء يقومون بأعمال خارج العرف الطبي مثل إستغلال للمواطن وتعاملات جانبية والمطلوب تشديد التفتيش والرقابة عليهم وإتخاذ أقصى العقوبات بحقهم ونأمل تعاون و شراكة المواطن في كشفهم وعدم تعميم هذا السلوك على المهنة والاطباء الآخرين.

ثالثاً: قد يخالف الطبيب القوانين والأنظمة والمعايير ولم يتخذ الإحتياطات اللازمة ولم يقدم العناية الواجبة من مربع العلم والمهارة والتهيؤ التام والإلتزام، وهنا يستحق المساءلة ومطلوب منه التعويض وقد يتعرض للمساءلة الجنائية في حال كون الخطأ والضرر بمستوى عالٍ من الجسامة.

رابعاً: في حال إلتزام الطبيب بالمعايير وحصل ضرر لم يكن نتيجة لتجاوزه، في هذه الحالة يعد الطبيب بريئاً؛ لأن المهنة الطبية هي اصلاً مساس بالجسد، وللجسد أسرار.. تحيطه ظروف وقد تحصل مضاعفات وملابسات وتداخلات ليس للطبيب يد فيها.

لذا فأن الحديث عن خطأ الطبيب يجب أن يكون في أروقة القضاء أو ضمن لجان المسؤولية الطبية في وزارة الصحة أو لجنة الانضباط في النقابة ولا بد من الإبتعاد عن التشهير والنيل من سمعة المهنة والتنكيل بالاطباء.

{ طبيب إختصاص ومحامٍ وإعلامي

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *