-1-

لم يرض امير المؤمنين بسبب أعدائِه وشتمهم فحين سمع بعض اصحابه يسبون اهل الشام قال لهم :

{ إني أكرهُ أنْ تكونوا سبابين ولكنكم لو وصفتم أعمالهم وذكرتم حالهم كان أصوب في القول وأبلغ في العذر }

ونحن لا نتورع عن الطعن وبذيء الكلام بحق بعض الأعلام من علمائنا فضلاً عن غيرهم فأين نحن من النهج العلوي المبارك ؟

-2-

كان امير المؤمنين يُقدّم العسل المصفّى وأطايب الطعام للايتام ولكنه لا يأكل الاّ الجشب حتى قال له بعض اصحابه: (وددتُ أني كنت يتيما يا ابا الحسن) ؟

والسؤال الان :

مَنْ منّا يؤثر الفقراء على نفسه ؟

ومن منا يوليهم العناية وقد بلغوا قرابة الربع من سكان العراق ؟

-3-

ولم يكن يُؤثر اليتامى على نفسه في الطعام بل كان يقدّم الفقراء على نفسه في الملبس ايضا .

جاء في { أُسدِ الغابة } عن ابي النوار – وكان هذا يبيع الأقمشة – قال :

” أتاني علي بن ابي طالب (ع) ومعه غلام فاشترى مني قميصيْ كرابيس فقال لغلامه :

اخترْ ايّهما شئتَ ،

فأخذ أحدهما ،

واخذ علي (ع) الآخر فلبسه

ثم مَدَّ يده فقال :

اقطع الذي يفضل من قدر يدي فقطعتُه فلبسه وذهب “

والسؤال الأن :

مَنْ منّا يفكر في ملبس الفقراء والمحاويج ؟

ولهذا قال عمر بن عبد العزيز :

{ ما علمنا أنَّ احداً من هذه الامة بعد رسول الله (ص) أزهد من علي بن ابي طالب ،

ما وضع لبنه على لبنه ، ولا قصبةً على قصبة }

-4-

أليس هو القائل

{ هيهات أنْ يغلبني هواي ،

ويقودني جشعي الى تَخَيُرِ الاطعمة ، ولعلَّ بالحجاز او اليمامة مَنْ لا طمع له في القرص ، ولا عهد له بالشبع }

والسؤال الآن :

من منّا يحرص على كبح جماح هواه ، ويحمل هموم المستضعفين عبر ارجاء الوطن الاسلامي الكبير ؟

-5-

قيل عن نهج البلاغة :

{ انه فوقَ كلامِ المخلوقين ودونَ كلامِ الخالق }

وقال عبد الحميد الكاتب :

” حفظتُ سبعين خطبة من خطب الأصلع – يعني امير المؤمنين عليا- (ع) فغاضت ثم فاضت “

والسؤال الأن :

من منّا أولى النهج عنايتَه، وأقبل عليه يدرسه بامعان، ويحفظ نصوصه لينطلق الى ترجمتها العملية في ميادين الحياة ؟

-6-

انّ حبّ علي (ع) يعني الاقتداء به والسير على منهاجه والانتهال من ينابيع عطائه .

وهنا تكمن العظة

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *