‎لم يستمر حوارهما إلا وقتٌ قصير، لكنهما اتفقا على ان يلتقيا، لم يحددا زمن اللقاء لكن حتمية اللقاء كانت قائمة ، مضى كل الى وجهته التي أراد، وظل هاجس المواجهة يؤرق الأول ،بينما آمن الآخر ان الحق ينهزم زمانا ً ثم ينتصر وهذه حتمية ٌ إلهية في صراع الحق الباطل .
‎كان مطمئناً للنصر لأن الله ناصر المؤمنين
‎تابعت السنين جريانها وكرت الأيام على بعضها البعض ،وكلنا مشدودٌ للمشهد.
‎ الزمان نفس الزمان
‎والمكان ذات المكان
‎انه التاسع من نيسان
‎وأنها بغداد ،
‎ كان المشهد مختلفاً بكل تفاصيله وحيثياته .
‎كان صوتا شجاعاً واحداً يطرق أسماعنا ذلك الصوت الذي قال عنه الإمام علي عليه السلام

‎” ان صوتاً شجاعاً واحداً أكثرية”
‎انه صوت محمد باقرالصدر

‎قفز سؤال في الأذهان هل اتفقا على هذا اليوم أم جاء صدفة ، بالتأكيد لا هذا ولا ذاك بل هو حتمية النصر في معادلة الصراع
‎إنه يوم اللقاء بين الصدر و قاتله.
‎تمر علينا الذكرى الثالثة والاربعون للرحيل مفعمة بروح الزمن الذي فارقنا به, ولا زالت روحة ترفرف في سماء عشقه إنه العراق الذي ارقه واسهره واسقمه وقدم من أجله دمه , لعله كان يؤمن في قرارة نفسه أن لا علاج إلا بالتضحية من أجله فكان يقول: ( وأني أود ان أؤكد لك يا شعب ابائي وأجدادي اني معك وفي أعماقك ولن أتخلى عنك في محنتك)، وسأبذل آخر قطرة من دمي في سبيل الله من أجلك وكأنه يتمثل بالقول المشهور:

‎ وما سمعنا عليلاً لا علاج له
‎إلا بنفس مداويه إذا هلكا
‎سبعٌ واربعون عاماً قصيرة في عمر الزمن لكنها مترسخة في عالم الخلود, فهل يقاس المرء بعمره من الزمن أم بعطائه للزمن وما يذكره له .
‎وهكذا هي قصة الحرية
‎يقول الفيلسوف كانط: ” التاريخ هو قصة الحرية”

رحم الله الشهيد الصدر واخته. الفاضلة آمنة بنت الهدى وحفظ العراق من سوء

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *