الكاتب محمد الكلابي
في السويد حيث أعيش، دخلت لمحل خضار يديره مالكه العراقي فوجدته يصرخ بأبنه الباكي- البكاء عيب! انت لست طفلا! انت رجل! لا تبكي كالنساء!
نظرت للطفل ثم سألت الاب- كم عمر ابنك؟ قال خمس سنوات.
في السويد، يحصل الأطفال على تخفيضات مختلفة. يحصلون على تخفيضات في القطارات والباصات ويحصلون على تخفيضات عند الحلاقين وأطباء الاسنان و كي يحصلوا على التخفيضات عليهم ان يقولوا انهم أطفال.
يعتبر الانسان طفلا وبالتالي مستحقا للتخفيضات حتى عمر الثامنة عشر وكثيرا ما استغرب وانا اسمع شابا بعمري او شابة أطول قامة مني وهم يعلنون لسائق الباص قائلين بصوت واضح وقوي- انا طفل. أحاول ان أتصور شابا عراقيا وهو يعلن طفولته فتصدمني عدم قدرتي على التصور.
كثيرا ما أتذكر نفسي حين كنت طفلا وانا احلم بانبثاق شواربي ولحيتي كي أكون ذلك الرجل الذي كان يريدني الجميع ان اكونه كما يريد بائع الخضار من ابنه وكثيرا ما أتمنى ان اعود الى طفولتي كي اعيشها كطفل لا يريد ان يكون رجلا ولا يريد ان يكبر.
لم نحصل على تخفيضات في طفولتنا ولم نحصل حتى على الطفولة.