في مقتطفات من كتابه ( سأخون وطني) يقول الكاتب محمد الماغوط:

(الوطن حيث تتوفر مقومات الحياة لا مسببات الموت.

والانتماء فكرة اخترعها الساسة لنموت من أجلهم.

لا أؤمن بالموت من أجل الوطن…الوطن لا يخسر أبدا..نحن الخاسرون)

اعتاد الكثير منا أن يقلب صفحات ألبوم صوره القديمة في محاولة لاسترجاع سنوات العمر الذي مضى ..ربما بحثا عن صورة تمنحه طاقة تجدد روتينه اليومي.

توقفت عند صورة جمعتني مع زميلي ( م.ع) الذي كان يملأ قاعة الدرس ضحكا في قفشات يكررها… وتساءلت مع نفسي أين حطت به الأقدار؟

بعد بحث توصلت الى رقم هاتفه واتصلت به متوقعا أن اسمع صوتا مبتهجا يعيدني الى أيام الدراسة الجامعية ،بعد التحية والسلام سألته:

– أحس من صوتك انك متعب.

لم يرد( م.ع ) واكتفى بالصمت..هي لحظات مرت ثقيلة ثم قال:

(دفنت وصلة من كبدي بالمقبرة) .

لم يستطع أن يكمل حديثه فقد غالبه بكاء عالي..وانقطع الاتصال.

بعد ساعة وصلتني هذه الرسالة من صاحبي عبر الواتس آب:

( الحلم الذي كنا نحلم به مع نهاية السبعينات وكبر معنا … لم نعد ننتظر أن يتحقق فقد تم اغتياله من طغاتنا وقوى الجهل والظلام..

حلمنا كان وطن يحتوينا …

بعد معاناة ايقنت حرمة أن يعطي الأب ابنه فداءا للوطن..

الوطن كذبة كبرى)!!

ملاحظة :

في ورقتي هذه نقلت موقفا واقعيا عبرت فيه عن فكر صاحب الموقف(م.ع )لرجل فقد ولده في معارك الموصل ووضعت ما قاله بين قوسين…قد لا أتطابق معه بالرأي ولكن هذا لا يمنعني من القول ان وطني ليس اكذوبة ولكنه يبتلع أولاده.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *