جلست بالقرب من الفراغِ المتكدس
في عنقِ ياقة معطفي.
كان عليّ أن ابلل السيقان المتوحدة
المصفوفة أول التوهان.
و ان أتمدد حتى يستوي نتوء
المكان على كف برهة نائية.
للأسف لم أجد يوماً فائضا عن الحاجة،
و ليس بقلبي ماء
كما أن الفراشة التي رافقت الغفلة،
نبتت تحت لسانها رحلة عارية.
و العصافير التي سقتها الريح، خلعت
صفيرها، و طارت حافية الجناحين.
كل ما استطيع أن أحيه الأن،
الغبار الواقف على جبين المحطات،
سأقشره عناقاً عناقاً،
حتى آخر أصبعين، كانا معقودين
على أمل.
فقط أخبروا الرمل القديم أن يتفتت جيداً،
عبر زجاج الوقت الطاعن في السيولة.
و أخبروا الذاكرة الجافة جدا، أن تتساقط
قبل أن تلتقط ملامح عابر آخر.
و الأغنيات العالقة بسيقان الكاسات، أخبروها
أن تنزلق من شفاهِ الحانة، و ان شاءت،
تغرس سلمها الموسيقى،
و تتسلق خصر الطريق.
فقط أعلموا أن
ليس بقلبي ماء
و البنات اللائي غزلن الابتسامة و الضوء،
هربت من تحت قلوبهن الحياة بقدمٍ واحدة،
و صوت مُفرد.
و الظل الذي يمشي على راحتي،
حتى السادسة شمسا
أنكر الخيط المتدلي من نافذة قميصي،
و خرج مسرعا، دون أن يصفع ضلفة البال.
تماما كما الكلمات الغارقة في شبرِ بذاءة
تطفو عادة في تمام الحياء.
الأوفياء الكذبة، يشعلون نواصي
الحكايات بطهرٍ داعر.
عليهم أن يحشدوا الأمنيات بوريد واحد،
حتى يداهمها الطريق إلى الله.
تحتكَ ، او تخدش بياض بعضها، تحترق بلا بصيرة..
لا يهم الان،
سوى أن قلبي لا يجيد الماء.
و مسائي مثقوب الخاطر،
و الشراشف المتكئة على يمين الإنتظار،
تسلل عطرها من بين يدي الحرير،
و خاصمها النهد محض ارتجاج..
لا شيء سيصيب صهيلي، سوى الانحناء المفرط
لصدر القصيدة..
و لا شيء سيبقى آخر الليل سوى الهمس،
الذي سقط حين رعشة.
لن اتسلل إلى منفايّ عبر حفنة أفكار ،
و دخان ردئ الصنف
و لن أقايض وحدتي بمحادثةٍ باهتة السِحنة.
و لن أزهر على حواف الشوكِ مرتين،
فوخزة واحدة تكفي لإنشطار الرحيق
ساسكب المواعيد المصابة بهشاشةِ الدم،
في رحمِ رسالة غامضة.
و أرتق فوهات العبارات بعنادٍ ضبابي .
ناولني أيها الفراغ، دفء متشرد بالفطرة
فلدى قلبي فسحة تصلح للغُربة ،
و ليس به ماء.