في كل لحظة من اللحظات من قدوم العيد دائماً يراودني شعور ما ارى فيه كل من رحلوا عن الدنيا واعود لأيام الطفولة في هذه اللحظات اتذكر العيد وملابس العيد اتذكر تسريحتي المعتادة في كل عيد واخرج لأعايد الجيران والاقارب واتذكر تلك الايام التي كنت ارى فيها الاحبة والناس لا وجود بينهم من حسد وحقد وكراهية ربما لاني كنت صغير ,لكن عندما كبرت وجدت عدة تناقضات منها ايام العيد رأيت الناس يتخاصمون في ايام الله المباركة وفي كل عيد يتحابون ويتراضون وبعدها يتخاصمون مرة اخرى عجيباً لأمرهم …!
في الصغر كنت انتظر العيد لاتذكر احدى انشودة الابتدائية (خرجت يوم العيدُ في ملبس جديدُ …)
,
وعند العودة والتوقف عند نفاق البعض والخصام بينهم اتفاجئ بتكرر كل النزاعات والصلح بالاعياد او عدمه وبعدها يعودون طيله ايام السنه يتخاصمون عجباً ..! كل العجب وكأنه أصبح روتيناً شهري يمارسونه في السنة , لكن حقاً فانظر بين الاحبه والحشود فأرى قلوب البعض قبل وجوهم وكلامهم فأرى قلوب مليئة بالحقد والكراهيه على نفسها اكثر من الاخرين ,
لكن عندما كبرت اصبحت اتذكر ابيات شعر تردد على شفاي ما بين حين واخر في كل عيد يأتي مهل علينا , فأردد ابيات للراحل الشاعر سعد محمد الحسن
يقول بها : باجر عيد لو قصة واحنا ارواحنا مخلصة
باجر عيد لو محنا واحنا هدوم ما عدنا
باجر عيد لو حيرة ومامش حتى كنديرة
نزرز ثوبنا المهزول الماعدنا هدم غيره
ثاري احنا اشوه من ثوبنا المهزول
عريانا صفت كل وادم بحيره

( الكنديرة : خشبه صغيرة يلف عليها قليل من خيط الخياطة )
فانظر ما بين الشعر والبعض اجد وفرة الملابس بكثرة لديهم لكن يفتقرون لتلك (الكنديرة)لخياطة قلوبهم المهزولة الذي ملئها الحقد والكره .
كالعادة لا جدوى من كلامي ربما لم يساعد على استيقاظ تلك القلوب والضمائر فرغم كل الظروف و مازلنا لا نتعظ مما يحدث لنا فأعود واعود افكر وارى وابتسم على هؤلاء اصحاب المقولة الشهيرة ( هو منو اكبر من منو ) (وما اطخ رأس لأحد ) فعلاً انهم محل للسخرية والضحك لكن لن استطيع ذلك احتراماً لكل من فقدنا من احبه وشهداء الوطن ,
فأسال الله ان يصبرنا ويصبركم على فراقهم وان يجعل مثواهم الجنة
وان يجعلنا إيانه وإياكم متحابين بينكم محبين للرحمة والسلام والخير ودمتم تحت حفظ الله بصحة وعافية واستقرار الامن والامان.
عيدكم_مبارك

 

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *