كانت (مادلين) زميلة و صديقة في الثمانينات تجيدُ اللغات القديمة، تدَّعي أنها عاشت فترات من التأريخ، كنَّا نسمِّيها سيدة التدوين وكاتبة ألواح الطين..

كانت مادلين تتحدث عن (عيد الصفاء)، أو (عيد النقاء)، أو (عيد التراضي) عند السومريين القدماء، حيث يدخل الناس إلى (الوادي المقدس) بعد يوم من الامتناع عن الأكل..
يقوم كلُّ شخصٍ بالتوسُّل إلى الإله ليأخذَ منه الكُرهَ والغضبَ و يرفعَ عنه العداوةَ والبغضاءَ، و يُمحيَ الكراهيةَ والحقدَ، ويزرعَ في نفسه الصفاءَ والمحبةَ و الخيرَ.. تخرجُ الوفودُ من الوادي باحتفالات (دفن الهموم وطرد الشر)، والتي تبرز فيها أصوات الموسيقى النسائية (الهلاهل) ، والفنون الرجالية (الهوسات)، اللذان كانا اختراع سومري بامتياز..
كان الملوك والجند وكهنة المعبد يراقبونَ الجموعَ الغفيرةَ الوافدةَ إلى الوادي، لأنهم لا يدخلون الوادي لكي يبقون على الشدة والغلظة و الرَّدِّ على المعتدين..

تقول مادلين: كان الفلاحون والأُجَراءُ والخَدَمُ والعبيد (المگاريد) يعملون بإخلاصٍ بعدَ العيد، لأنَّ البغضاء والغضب يجعلانِ الانسانَ عدوانيًّا، وبدونهما يُصبحُ الإنسانُ ملاكًا..

تذَّكرتُ عيدَ الصفاءِ والمحبة السومري، لأرسلَ إلى مَن أحب في رغبتي إلى أن أدعوَ اللَه مخلصًا أن يُصفِّيَ القلوبَ و يُمحيَ الذنوبَ و أن ينزعَ من النفوسِ العداوةَ والبغضاءَ و العيوبَ، وأن يزرعَ فينا السلامَ و ينشرَ الوئامَ، وأن يجعلَنا من ( أهلِ اللهِ)، من المؤمنين الصادقين الصالحين الآمرين بالمعروف و النَّاهينَ عن المنكرِ..

اللهم اجعلنا من أصحابِ النقاءِ والصفاءِ..
واجعلنا من الأوفياءِ الأنقياءِ الأتقياءِ.
البروفيسور د. ضياء وأجد المهندس. مجلس الخبراء العراقي

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *