لقد قلّبتنا الحياةُ يا صاحبي
قلّبتنا
بتؤدةٍ وحلمٍ وعدل
قلّبتنا حتّى
فهمت رؤوسُ أصابعنا كما فهمت رؤوسنا تماماً
ما من أحدٍ قتلنا مرتين
ما من وجهٍ إلا وقرأنا تاريخ صلاحيته
من أول سيجارة
نحن التلاميذ في المقعد الأخير
نحن ركّاب الباص المتأخرين
نحن المواسمنا للجراد
لقد قلّبتنا الحياة يا صاح
حتى
وأنها تمرّ اليوم بنا مرور المرء بمرآته..
فلا
تلتفت
🧩🧩
أصافحك كمن
يلمس مخطوطةً نادرةً أو خارطة كنزٍ دفين…
أقرؤك بتؤدةٍ واهتمام
وكأنك وصيّة ميْت؛
أتغاضى عن أخطائك الإملائية والنحوية
راكضاً نحو الخلاصة؛
خلاصة النساء
والجمال والعصافير
عصارة
الأغاني المبلولة بالدمع
ورجّ المواويل
أستطع أن أموت أيها الجمال اليوم دون رفّة جفن!
لديّ ما يكفي من رسائل الحب
وتلاويح الوداع
ومطرّزات المناديل
🧩🧩
عسل في العينين و شمعه الخد
عسل في الشفتين، تشتمني
فيتفتح الورد
عسل في عجينة الخصر، سال شلالا على القدمين
عسل فوق النحر، و صبّ الشعر و النهدين
عسل في كل مكان
هنا، وهناك، و بين بين
فمن أين تدخل يا مر إلى قلبي؟ من أين؟
و هكذا و أنتِ تمضين في درب أنوثتكِ
المرصوفة بالقلوب و المزينة بالشهقات
التفتي إلي، أنا المنهك هنا
أنا زقاق العصفور الذي غيّرت عادتك في عبوره
أنا المقعد المجاور و الرصيف الذي ليس له اليوم
إلا ذكرى عطرك و مقامات خطوك
من حقيبة يدك تخرجين منديلا
قمرا تارة، شموسا كثيرة و حقولا
أرانب إن شئت
و إن شئت خيولا
أرجوك منها انبشي عمري، وردّيه لي
حتى و إن كان عمرا قديما
لو أني بائع ورد، كنت أهديتك وردة
كل صباح بحجة أنها ستذبل
لكنني حداد، إن مررت بقربي أحرقت فستانك
أنصحك بالرصيف المقابل حيث لا يطير
لو أني رسام، لأجلستك ّقبالي لساعات
بحجة رسمك
لكنني شاعر، زاده الغياب
غيبي قليلا، قليلا حتى تكتمل القصيدة