اقشعر بدني واغرورقت عيناي بالدموع وانا أقرأ نعي رحيلك على صفحات التواصل الاجتماعي, فجزعت لهول هذه الفاجعة التي ألمّت بي وأعادتني إلى شريط الذكريات التي تجمعنا معاً مذ يوم حط طائري في أفياء روضة (الزمان) وعلى فنن من أفنانها , وأنت كنت أحد هذه الأغصان الطيبة المعطاء , لا تبخل عليّ بالمعلومة الواضحة، عرفته تواقًا للكلمة وانيقًا في اختيار المفردة ،ينسج منها مقالات بأسلوب وفرائد تضفي جمالاً وتأثيراً في عقول المتلقين.

وأذكر ذات مرة سألته وقلت : أستاذ شكيب كيف تقضي وقتك في المنزل؟. وهذا السؤال كان على تطبيق الواتساب بعد انقطاعنا عن العمل بسبب جائحة كورونا التي خطفت منّا زميلنا الراحل (منذر عبد عباس) ،فكان جوابه هو قراءة الكتب والمؤلفات التي يحتفظ بها في مكتبته الخاصة.

تجمعني بالراحل (رحمه الله) ذكريات كثيرة ،ولاسيما كنت أحرص يومياً الجلوس في غرفته (التصحيح اللغوي) لتبادل أطراف الحديث عن مشقة العمل الصحفي وغيرها من المواضيع السياسية والاجتماعية ،التي كان يشاركنا إياها الزميل الراحل في سكرتارية التحرير الأستاذ صباح عبد الغفور الخالدي (رحمه الله) الذي عوّدنا على اختتام الجلسة بقفشة او نكتة تصله على هاتفه من أحد الأصدقاء.

وبعد إن فارقنا الخالدي ،كنت اذهب بمفردي إلى غرفة أستاذ شكيب ،كونه (رحمه الله) أقل في نزوله الى سكرتارية التحرير ،وكذلك قسم الإدارة والإعلانات عقب رحيل زميلاه الخالدي وعبد عباس ،لنتذكر معا مواقفهما التي ما زالت عالقة في أذهاننا الى يومنا هذا ، وسألني ذات مرة ،كنت ملازماً للخالدي ،الذي فارقنا بلا وداع ،كيف حدث له ذلك ؟ ، فأخبرته بما جرى ،ولاحظت ملامح وجهه قد تغيرت وقرأت في عينيه حزنا شديدا ، ثم قال : (خسارة كبيرة).

نعم، عاصرت الراحل أبا وائل ،ورأيته إنسانًا متواضع ، حريصًا ومحبًا للجميع ، ناقدًا ومدققًا لكل رأي وقول، كان لي مرشداً وموجهًا ،وقد حظيت بنصائحه التي صوّبت جانبًا من عملي ، هذه المواقف اتذكرها وقد يقف عقلي عند لحظة لا تأفل نجومه عن المغيب، فتضيء لنا ذكريات جميلة عشنا لحظاتها مع أشخاص غادرونا إلى دار البقاء ونحن لا حول ولا قوة نودعهم بقلوب يعتصرها الألم والحزن مع التفويض للبارئ الأعلى بما أراد وقدر ولا نقول الا ما يرضيه (انا لله وانا اليه راجعون).

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *