لايمكن اعتبار الاقبال على التدريس الخصوصي احدى مؤشرات سوء التعليم الحكومي لعدة اعتبارات لعل احدها ان هذا النوع من التدريس لم يكن وليدة المرحلة الحالية بل كان الامراء والملوك سابقا يخصصون معلمين لتدريس أبنائهم في البيوت وايضاً نرى ان العديد من الطلبة يحصلون على درجات عالية ولم يلجؤوا الى هذا النوع من التدريس بل كان التدريس الحكومي هو ملاذهم الوحيد هذا من جانب ومن جانب اخر الجدية العالية التي يتميز فيها المعلمين (المدرسين ) في هذا المجال جعلهم محل ثقة أولياء الأمور الراغبين بحصول أبنائهم على درجات عالية كي يأمّنوا مستقبلهم والذي عادة ما يكون هذا التامين هو الحصول على التعين الحكومي وايضاً يمكن الإشارة الى ان التدريس الخصوصي يسهم بشكل كبير في زيادة نسب النجاح وهذه احدى الإيجابيات التي تحسب لهذا النوع من التدريس ناهيك عن تطوير الجوانب العلمية للمدرس الذي يحاول ان يكون محل استقطاب الطلبة للحصول على وارد مالي يستطيع من خلاله تحسين مستواه المعاشي وحاله هنا حال باقي الوظائف الحكومي فالقانون يسمح للطبيب والصيدلي والمهندس والمحامي والمحاسب القانوني والممرض والفنان مزاولة العمل خارج الوظيفة وهي اعمال تكون ذو وارد مالي كبير قد يصل الى حد الجشع في بعض الأحيان ودون وضع حدود او قوالب لذلك وهذا مشرع قانونا عدا المعلم والمدرس فلا يسمح له قانوناً مزاولة مهنته خارج الوظيفة الحكومية واعتقد هذا دون الانصاف لذا ان سن قانونا يجيز للمعلم والمدرس العمل في هذا المجال وفقا لضوابط معينة ويتم تشريع ذلك بقانون سوف يسهم الى حد كبير بالقضاء على السلبيات التي ترافق هذه الظاهرة وان محاربتها قد تجلب الكثير من المتاعب للطالب اولاً ومن ثم للمدرس الذي بات التدريس الخصوصي يدر عليه ارباحاً تفوق رتبه بأضعاف، وايضاً هناك حلول أخرى وهي ان تقوم وزارة التربية بأنشاء مراكز التعليم الخصوصي والتي لايكون هناك تعارض في دوامها مع الدوام المدرسي وتكون في المدارس وهي من الأمور التي كان معمول بها سابقاً والهدف منها تحسين واقع المعلم او المدرس المعاشي ورفع المستوى العلمي للطالب وتكون مقابل أجور تفرضها الوزارة وتأخذ نسبة منها في سبيل تعظيم مواد الوزارة والمديريات والاستفادة من خبرات المعلمين والمدرسين او زيادة ساعات الدوام مقابل حساب أجور ساعات إضافية اسوة بباقي الدوائر الحكومية.
ان محاربة التدريس الخصوصي في جميع الأحوال ليس هو الحل بل إيجاد سبل تكفل تحسين المستوى المعاشي للمعلم والمدرس هو السبيل الوحيد لإيجاد حلول ناجحة لذلك.