-1-

هناك مَنْ يَرُى نَفْسَهُ نسخةً فريدة مُتَوهِماً انّه جَمَعَ مِنَ الصفات والخصال مالم يستطيع غيرهُ أنْ يجمعه وبالتالي فهو متفوق على الجميع ،

ويحق له انْ يتعالى عليهم ،

وأنْ يعتبرهم دونه

وأنْ يتعاطى معهم على ضوء تلك القراءة الخاطئة المغموسة بالتكبر .

هذا على المستوى الانساني والاجتماعي .

-2-

وأما على المستوى الفكري والعقائدي فانه يستَنْكف أنْ يُذعن للحق ويتعالى عليه ..!!

وهو بهذا ينحدر الى سفوح السقوط الاخلاقي والروحي والاجتماعي ويصبح الرقم الذميم الذي يَستعيذ الناس منه ..!!

-3-

روي عن الرسول (ص) انه قال :

” لا يدخل الجنة من كان في قلبِهِ مثقال ذرةٍ من كِبْر “

انّ ذرةً مِنَ الكِبر تمنع من دخول من الجنّة فكيف اذا امتلَأَ كيانُ الانسان تكبرا؟

” فقال رجل :

يا رسول الله :

إنّ الرجل يُحبُ أنْ يكون ثوبُهُ حَسَنا ، ونَعْلُه حَسنةً ، فقال (ص) :

إنَّ الله جميلٌ يُحبَ الجمال ،

الكِبرُ بطر الحق وغَمْطُ الناس “

-4-

ومن أعظم المشاكل التي نُواجهها أنّ الكثير ممن تُسند لهم المناصب العليا وفقا لمعادلات المحاصصة تأخذهم سَوْرَةٌ من التكبر تدفع بهم الى الاستخفاف والاستهانة بغيرهم من المواطنين الذين لا يملكون سلطة ولا نفوذا ولاسيما اولئك الفقراء الضعفاء الذين هم أحوج الناس الى الرعاية والاحتضان لا التكبر والاحتقان .

-5-

ولن يتكبر على الحق والناس الاّ الوضيع الذي يُعاني من العُقَدِ النَفْسِيّة المتراكمة .

نسأله تعالى أنّ يُطهر قلوبنا من الكِبر، ويجعلنا وايّاكم مِمَنْ يتبعُ الحقَّ ولا يزيغ عنه ،وممن يلتزم بالضوابط الاخلاقية ولا يحيد عنها.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *